القانون البيئي
إن تعريف القانون البيئي كمصطلح لم يكن معروفاً حتى الثلث الأخير من القرن العشرين، بحيث لم تكن البيئة والقضايا المتعلقة بشأن البيئة ذات أولوية أو أهمية على الصعيد الدولي أو المحلي، ولكن التقدم الصناعي والتكثف السكاني وظهور ظاهرة الإحتباس الحراري والحروب وما لها من آثار سلبية على البيئة جعلت العالم بأكمله ينظر بحرص واهتمام كبير للبيئة، وكان أول ترسيخ وبداية لـ القانوني البيئي هو إنعقاد مؤتمر الأمم المتحدة الأول للبيئة والتنمية سنة 1972م وفيما بعد أعقبه كثير من المؤتمرات التي تهتم بالشأن البيئي ومنها مؤتمر نيروبي لسنة 1982م وقمة الأرض في ريو دي جانيرو لسنة 1992 …. الخ، وعقدت عديد المؤتمرات وأبرمت كثير من الإتفاقيات على المستوى الدولي وصدر الكثير من القوانين على المستوى المحلي.
ويعرّف القانون البيئي على أنه مجموعة قواعد وأنظمة قانونية والمقررة لحماية الشأن البيئي والمحافظة على عناصرها عن طريق إدارة وتنظيم النشاط البشري ووضع السلوكيات التي تعد جرائم ومخالفات بيئية والعقوبات المقررة على مرتكبيها. فإن القانون البيئي ينص على العديد من القواعد القانوني التي تحمي البيئة لمنع وقوع الأضرار على البيئة أو معالجة نتائج الأضرار عند وقوع الفعل من خلال تجريم تلك الأفعال المخلة بالشأن البيئي ووضع أحكام لمساءلة مرتكبيها.
ومن خلال التعريف والمفهوم الوارد أعلاه يتضح لنا تحديد ماهيّة القانون البيئي من حيث الهدف والموضوع والوسيلة، اذ إن الهدف حماية البيئة والمحافظة على عناصرها وموضوعها تنظيم الشأن البيئي والوسيلة تنظيم النشاط البشري ووضع نصوص تجرم الأعمال والتصرفات التي تلحق ضرراً في البيئة وفرض العقوبات الجزائية على ذلك، وأيضا تحديد مسؤولية مدنية على مرتكب الأفعال المضرة للبيئة عن طريق إلزامهم بالتعويض عن الأضرار التي نتجة وإعادة تأهيل تلك الأضرار.