حامد عبدالصمد البصري
1- عتبة
لن أرحل في فضاء غريب ، ولا في غابة غير مكتشفة ، لكني فقط امتلك ذاكرة يقظة وبالتأكيد تمتلكون مثلها ، أنا أيّها الأحبة لم ولن أسلخ جلد كتاب ولم أرم ورقة في موقد لان هذا الأمر أعدّه حالة سادية ، فأنا مشتاق إلى الكتاب دائما ولوعتي تتغلغل في العظام وفي قلبي جذوة تألق تقرأ الماضي ، كما تقرأ الحاضر و المستقبل ، فالشاعر ينظر بعين فنّان مرهف متعدد المنافذ ، والأبواب ليكتشف ينابيع الجمال ،فكيف بي، وأنا في طبيعة أبي الخصيب، طبيعة جميلة لا تنفصل عن امتداد النظر ، وصلة الإنسان بالطبيعة صلة وثيقة تماما ، فالبستان جزء من المعيشة ، ومكان للعب والدراسة ، وحين كنت صغيرا ،كنّا نقطع شط العرب في زورق صغير من الصفيح ( الجينكو- البليت) أو من الخشب ،والشط مع اتساعه وجماله تكثر فيه الكواسج ، وكنّا نراقبها بنوع من الخشية ، والرهبة معا ،والكوسج تبدو من شوكة كبيرة كأنّها سكين حادة بشكل مستقيم تخترق الماء ، وكنّا حين نسير بالزورق الخشبي تحلّق فوق رؤوسنا الطيور وتحيط بنا وكأننا في زفة من رفرفة الأجنحة وموسيقا تلك الزقزقة العذبة ، من هنا تعلمت أن أعبر عن الملموس بصور غير ملموسة وأحوّل الأشياء الجامدة الى بشر من لحم ودم ،وتقودني عاطفة جيّاشة بالحلم والألم معا .
ما لا شكّ فيه ، أنّ النخل والإنسان يشكلان طرفي المعادلة ، ويمثلان المساحة الضوئية المباشرة في ذاكرتي وشعري ، يتخذان مع تطور الإيقاع في القصائد أشكالا تقترب من حدود التوحد والاندماج والتشابك الذاتي والموضوعي وليس ذلك
بالغريب ، فالحمزة القرية المكان الجميل الذي يتحكم ببراعة في سكب الألوان وتحديد مساراتها في تناغم سمفوني متكامل ومتصاعد .
والتفتُ إلى صوت من بعيد – أهكذا أنت أيها البصري؟
– نعم أنا هكذا، والزمن نسبي كما يقول انشتاين ، فقد تمر الدقيقة كما لو كانت أسبوعا ، والعكس صحيح ، فربما مرت أيام أسرع من البرق وتسقط كالأوراق الجافة .
– على أيّة حال .
2- ورقة السذاجة الأولى :
من أين تبدأ الكتابة ، أيّها البصريُّ ، أتكتب عن تجربة لم تكتمل بعد ..؟ ومن أين..؟ .
من مسقط الرأس ، من مسارح طفولتك وصباك وشبابك وقد تغيّرتْ كلُّ معالمها؟ أتلمح طفلا هناك لاهيا بهدوئه ،وينظر إلى الذين يلعبون على جليد الأيام، ويتزحلقون دون اكتراث إلى القلوب التي تحمل هموما ليست للبيع .
أنا أعرف أيها الجنوبيّ أنّك لم تتسلّق كتف إنسان وتجعل منه سلّما ، لكنّك كنت تتمنى بصدق أن تقبّل عيون المدن التي تفتح ذراعيها للذي جعله الله خليفة في الأرض ، وكنت تقول لأبيك إذا ضحكت فلتضحك معا .
– أأنت من أبي الخصيب ..؟
– أنا من أبي الخصيب كنت وما أزال خصيبيّا لحما ودما وشعورا ، ومنطقة أبي الخصيب أنجبت الكثير من الأدباء والمفكّرين والفنانين والسياسيين ، أجبت السيّاب وسعدي يوسف ،عبدالحسين الشهباز ، مصطفى عبدالله اسماعيل فهد اسماعيل وتطول السلسلة الذهبية ولا ننسى عبد الفتاح السياب والصديق طالب عبد العزيز، واسماء كثيرة كان لها باع في هذا المجال أو ذاك .
– وبعد أيّها البصري الجنوبي لحدّ النخاع ..؟
– تبقى الذاكرة نافذة لها أكثر من باب أطلّ منها على عالم رحب ، وتبقى شراعا وزورقا أبحر به إلى المرافئ البعيدة .
– أأنت في عالم جميل لم تجرده الرياح من غصونه وأزهاره …؟
– قد أكون في عالم اسميه (العذاب الجميل )أو (القدر ) وأقصد الشعر ، ألم يقل إيلوار 🙁 فلننظر من المستقبل – لحظة قصيرة – إلى الماضي) . الشعر عذاب جميل أو حلم ، أو انتظار لكنه مؤلم ولذيذ معا ،لا يمكن أن نقيّد الشعر بدائرة ضيّقة انّه قدري وانه الهواء الذي أتنفس ، انّه الروح أو هو كما قال الشاعر أبو شبكة ” الشعر كائن تحتشد فيه الطبيعة فلا يقاس ولا يوزن ” هذا هو مفهوم الشعر عندي كما هو عند أبي شبكة .
– على ذكر الطبيعة ، حدثّنا عن قريتك ..؟
الصوت يستيقظ في أعماقي صوت الطفولة ،البراءة المحبة ، الإلفة ،فإنني كنت و ما أزال في غمرة الناس أحسّ بأحاسيسهم وأتفاعل مع لحظاتهم التي يبدعونها ، في الكلمة ، بريق العيون ، وشمرة السواعد ، أتذكر الآن الأكواخ التي نامت على أضلاع بعضها والأزقّة التي لم يجفّ بها الطين أتذكر الأنهارالجميلة التي تحولت الآن إلى مزابل وفضلات ، فأنـا ولـدتُ في قريـة الحـمزة التي كانـت تسـمّى قبـل 1956، بقرية ا(اليهودي ) وهي أحدى قرى قضاء أبي الخصيب ، وتعدّ من القرى القديمة ، فقد كانت موجودة منذ أيام وقائع صاحـب الزنج ، وقد اختـلف الرواة ،والمؤرخون بسبب تسميتها بـقـرية ( اليهودي)فمنهم من قال ،انّ هذه القرية كلها كانت ملكا لطبيب يهودي قدّمها له هارون الرشيد في العصر العباسي هدية له ،لأنه قد عالج أحدى جواريه ، وكان سببـا في شفائها ،وعلى أثر ذلك سميت باليهودي ، وهي عامرة بالبساتين ، ونهـرها يتـصل بشـط العرب ويسمى أيضا نهر اليهودي ،وفي سنة 1956 غيّرت الحكومة العراقية اسمها الى (الحمزة) لوجود قبر حمزة وهو أحد الصالحين ، ولكن القبر بسيط الى يومنا هذا لم تهتم به الحكومات كلها ، وفي الحمزة أسر عريقة ، أنا ولدت هناك في بيت مساحته الكلية 254م فيه غرف ولكن ببناء متوسط من الطين والطابوق .
والدي له مكانة مميزة ،أو كما يلفظها البعض متميزة ،في القرية والقضاء ، كان معروفا ببراعته الفائقة في الحديث ، فقد كان على علم واسع بالأمثال ، وروائع الأشعار وفوق هذين درس القرآن ، حتى ظهر أثر ذلك بيّنا واضحا في أحاديثه . وكان ذا ورع وزهد وكان يؤمن بأنّ للقلم رسالة إنسانية مقدسة .لذلك كان يحثني على القراءة ، قال لي مرة ( القراءة يا ولدي تهزّ الصمت وتحرك أجنحته الباهتة وتبعث في القارئ الحياة ) .
طفولتي هادئة وبريئة لحد البكاء عشتها بين اليهودي (الحمزة) وبين أكواخ القرى المجاورة أو الملاصقة لقريتي . في الابتدائية كأية ابتدائية ،لم أتحرش بالتراب ،ولم أتحرش بالبلهرزيا ، ولم أتحرش بالحياة ، الابتدائية تعطي حقا ليست كمدرسة فحسب وانّما أخلاقية أو دماثة استاذ ما ،يعطيك من نفسه الكثير ويستفيد من النقطة البيضاء في البحر الأسود ،ربما وجد فيك قابلية الخط الجميل ، شجّعك على أن تكتب على السبورة ( اللوحة) ، شجعك ثانية أن تشرح هذا البيت ،شجعك أن تكتبه على الورقة ، قدّم لك كتابا ، يسّر لك معرفة معينة ،أدخلك في مناخ الكتابة وبجانب ذلك كله وبالأساس البيت يساعدك حين تجد والدك يحرضك على القراءة ،القرآن أولا ، نهج البلاغة ،الأحاديث والشعر القديم ، وتجد أخا وهو الأكبر محمد حسن عبد الصمد و(الاسم مركب )(محمد حسن) وهو والد (د نهلة محمد ) التدريسية في كلية التربية الآن أقول لم يكن أخا تقليديا يفتح لك مكتبته ويقدم لك ديوانا لهذا الشاعر أو ذاك وبالتحديد دواوين شعراء العصر الجاهلي والعصر
العباسي، ويقف الى جانبك الأخ عبد المعبود الاخ الثاني لك ، ويضع بين يديك ، ديوان الجواهري و(الجداول) و ( الخمائل) وكل كتب جبران خليل جبران وميخائيل نعيمة و..و ثم يضع أمامك المجاميع الشعرية لعبدالوهاب البياتي ،(كلمات لا تموت)و(عشرون قصيدة من برلين) و(أباريق مهشمة) و(المجد للأطفال والزيتون) .و( عودة الربيع ) للميعة عباس عمارة ،(النجم والرماد) لسعدي يوسف ، وكل كراسات أماسي اتحاد الأدباء ، ويقول لك هذه الـ (النافذة ) لمحمود الظاهر ومجلة (الأديب العراقي) و(المثقف) ، كان حقا بيتنا بيت علم وأدب ، وبدأت أقرأ ، وأقرأ لساعات طويلة ، ثم بدأ والدي يصحبني إلى حسينية وجامع السيد عباس جمال الدين في السيمر ،وكنت أقرأ ما أجده في مكتبة الجامع – والصديق الدكتور- الآن- سامي علي جبار يتذكر ذلك ، وقرأت ما تيسّر في مكتبة أبي الخصيب العامة ، والمكتبة المركزية التابعة للإدارة المحلية في العشار، والرجل (محيي ) أمين المكتبة كان رجلا أمينا ومثقفا ورائعا ،وأساتذة عديدون ساهموا بتربيتي منه أ .قصي سالم علوان درسني في الإعدادية هو والأستاذ محمد جواد الموسوي وفي الكلية د ناصر حلاوي ود زاهد العزي ود حسن البياتي ود. رزوق فرج رزوق وقف الى جانبي الشاعر سعدي يوسف ، ومن النقاد محمد الجزائري .
في الرابع الابتدائي كتبت العديد من الخواطر والقصص والكثير من المحاولات الشعرية .لا أدري ان كانت صالحة أو غير ذلك ، لكن معلم اللغة العربية اختار لي بعد ان فحص النصوص أربعة نصوص ، أختار نصا ونشره في مجلة الحائط (النشرة) ، فرحت كثيرا ، وأنا أطالع موضوعي ، وعلى أيّة حال كانت البداية متواضعة وواصلت
النشر وأعداد النشرات في مرحلة المتوسطة لم استفد من مدرسي اللغة العربية ،ولكني استفدت من مدرس الاجتماعيات ( عدنان الشيخلي ) كان يكتب مسرحيات وكان مخرجا ويرسم لوحات تدهش المشاهد ، فتطورت تطورا بسيطا ،وبما أنّ والدي كان قاسيا إزاء الخطأ لا يتساهل أبدا ، هذا الأمر علّمني الكثير ، لذلك عكفت على قراءة البحور الشعرية ، وعلم العروض والقافية ،فأتقنت هذا العلم بمساعدة البيت حتى وصلت إلى الإعدادية وأنا أعرف علم العروض والقافية ،وأكتب الشعر العمودي وأشارك في المهرجانات ، وكان معي في تلك المرحلة قصي الشيخ عسكر .
3- ورقة الكلية
في الكلية لم أحضر إلا محاضرة واحدة لعلم العروض ، فقد قال لي د مزهر السوداني اذا حضرت تفتح لنا أبوابا جديدة لا أريد أن أتطرق إليها ، وفي الامتحان كانت درجتي أنا ألأول في العروض.
كان الدكتور زاهد في محاضرته ، يذكر الشعراء العراقيين المعاصرين فيقول نقرأ للبياتي للسياب للبريكان ونقرأ لحامد عبدالصمد البصري وفوزي كريم .. فكنت أخجل كثيرا أن يضع اسمي إلى جانب هؤلاء .
كنت وما أزال مشبوبا ومطوقا بالشعر ، وبما اني عشت أجواء أبي الخصيب ، وتعطرت بعليل هواء نخيل أبي الخصيب ، وسمعت بوح العصافير على شرفات المساء ، وعايشت قوارب وشباك الصيادين ، وأنا أطل أو أقف على ساحل شط العرب ، عاشقا أهوى اللغة وأبحث عن شفافيتها .كما أحمل عبق الطبيعة ،وهدوء الريف ، ونقاء القرية ،ورقة الشعر ، وأرى خبز القلب قصيدة جديدة ، معذرة أيّها الأحبة قد تضيع من الذاكرة بعض الوجوه وبعض الأمكنة ولكن قرية الحمزة كـ( مكان) حاضرة متجددة ، انها حنين معلن ، وأنا كائن مكاني من رحم الأم حتى اللحد وذاكرتي لم تكن يوما بابا مغلقا في بيت مهجور .
4- ورقة النشر ــــــــــــــــــــ
إنّ المبدع حين يرى أعماله الأدبية في حضور الساحة ، يخلص إلى العزيمة والمثابرة ، يفرح كثيرا ، وهو يسمع أنّ كتابه قد مرّ على عيون ، وعيون ،وتأمله الكثيرون ،بمعنى أنه أسهم لتحقيق تضاريس النفس الثقافية ،وجعلها تزدهر بورود جديدة واقحوانات ، وكما قال أحـد الأدباء : (ان الأديب مهندس العقل البشري ) ، فالكلمة في كثير من المرات تكون الجسر الذهبي الذي يوصل إلى سعادات قطوفها دانية ، فالإبداع تجاوز السكون إلى المتحرك المثابر الخلاّق .
كانت بدايـاتي في النشر ، وكما ذكرت سابـقا في جريدة الحائـط (النشرة ) وشاركت فـي مهرجانات كثيـرة وفي أواخر السـتيـنات نشـرت في جـريدة ( الثـغـر البصرية )وجريدة (الراصد )ومجلة (التاجر)لغرفة تجارة البصرة ،ومجلة (الإذاعة والتلفزيون) ومجلة (الأحد )اللبنانية ، واستمر هذا الجنوبي حامد بالنشر بعد ذلك هنا وهناك .
في بداية السبعينات أصدرت مجموعتي الشعرية الأولى (أوراق الربيع) وكانت مجموعة متواضعة ، وكان الأستاذ كاظم مكي حسن يرغب بكتابة مقدمة لها إلا ان الأستاذ الأديب الراحل يوسف يعقوب حداد فاجأني بكتابة مقدمة لها ،فقد كنت صديقا لابنه مؤيد ، ويبدو ان الأخ مؤيد كلف والده بالكتابة عن المجمـوعة وكان للمقدمة وقع خاص، وقع الرضا والاهتمام والإستفادة والعلم والتأثر ، وفي باب الشئ ، بالشئ يذكر فقد صدرت بالوقت نفسه مجاميع شعرية للأصـدقاء الشعراء شـاكر العاشـور ، كاظم نعمة التميمي ، محمد راضي جعفر ، وتناول الناقد طراد الكبيسي هذه المجموعات كلها بالنقد في مجلة ألف باء بعنوان بارز : (أربع مجموعات شعرية من البصرة).
ثم ردّ عليه الشاعر محمد راضي جعفر . قدمتُ هذه المجموعة هدية للشاعر سعدي يوسف فقال ( هذه خطوة في طريق طويل ، سيتبعك النقاد حتى الموت ) ، في تلك المرحلة من العمر كنت قارئا للشعر الرومانتيكي وبالتحديد للشاعر كولرج ، مما أثر على نفسي الشعري ، وايضا كتب عن هذه المجموعة عبد الرزاق حسين و حسب الله يحيى ، في عام 1973 أصرت مجموعتي الثانية (عندما تسافر الأحلام ) وكانت بسيطة جدا ومتواضعة ، كتب عنها الشاعر جاسم التميمي وواصلت النشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية ، مجلة كتابات البحرينـية ، مجـلة البيان الكويتية ،مجلة فنون مجلة الطليعة الأدبية مجلة الأقلام ، مجلة الـرابطة يرأس تحريها الشاعر مصطفى جمال الدين ، وجريدة أخبار الخليج كان يشرف عليه الصديق الشاعر د علوي الهاشمي ، ونشرت فكل الصحف العراقية والـ (المرفأ ) التي اصدرت كتاب
(المرفأ الشعري ) وكنت أحد شعراء المرفأ (قصائد من البصرة) وفي عام 1980 أصدر المركز الثقافي مجموعتي ( ما قالته النخلة للولد) وكان المقيم الأول الشاعر الكبير محمود البريكان الذى حث المركزالثقافي لطبعها ، ولكن مدير المركز الثقافي ( 0ليس د زاهد )في وقتها ،قال إنّ البريكان صديقك ، ولا أثق في رأيه ،فأرسل المجموعة الى خبير آخر عرفته بعد التقييم الجميل للمجموعة انّه الدكتور زهير غازي زاهد أطـال الله في عمره ، ولم يعترض على شئ في المجمـوعة عدا العنوان وقال أفضّل أن يكون العنوان (رؤيا النخلة) واترك الخيار للشاعر ، وطبعت المجموعة وكتب عنها الصديق المبدع الكبير محمد خضير في مجلة الأجيال و كتب عنه يوسف الأسدي و قيس كاظم الجنابي وهيثم بهنام بردى وغيرهم .
في الثمانينات بدأت اكتب للطفل ، ونشرت قصائد كثيرة في مجلة (مجلتي) والمزمار وفي الملاحق الخاصة قي أدب الطفل التي كانت تصدرها بعض الصحف وبقيت أكتب للطفل الى
يومنا هذا ، ولكني بدأت مرحلة جديدة في الشعر حيث حاولت التخلص ، من التقريرية والخطابية والمباشرة .
في عام 1995صدرت لي عن دار ثقافة الأطفال مجموعـة شعـرية بعـنوان ( مرحبا) ،وفي عام 2000صدرت لي عن دار الشؤون الثقافية مجموعة شعرية بعنوان (تراتيل الأيام المنسية)، وصدرت لي عن دار الينابيع في دمشق (ذكريات تنفض النعاس) ، والكتاب شكل نصي غير آبه بكل تحديدات الأجناس الأدبية والمصطلحات وأظن في الكتاب حداثة تنبثق عن خبرة الحرية في الكتابة ودعوة إلى ابتداع لغة محايدة مبتكرة تعبر عن الماضي الجميل للتخلص من هيمنة الحاضر الصعب ، و صدر لي كتـاب (تأملات على أجنحة الصمت ) عن وزارة الثـقافـة العراقية عام 2013، و(ابتهالات ) عام 2014 ، ومسرحية شعرية للأطفال بعنوان ( فضة القمر) ،ومجموعة شعرية للأطفال بعنوان (للياسمين ظلال ) وتحت الطبع لي أكثر من كتاب ومنها مجموعة شعرية بعنوان (قريبا من بصرة الياسمين) .
5- ورقة الخاتمة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما زلتُ أرى في البصرة كل ّحياتي ، أيّ سحر في صوتها الغامض العجيب ، البصرة سماواتي ، وأرضي ، أحبك أيّتها الغارقة بالشعر والأمنيات ، سأبقى أردد اسمك ، أردد كل حرف من حروفك وأقول كم قال صديقنا الشاعر الكبير “سلاما أيّها النخل الذي لم يشبع الأبناء” .
أحبتي حبيباتي في رحلتي في الشعرية ،انتم زرعتم البهجة في نفسي ، وحملتم النور والأمل والحلم ، أشكركم لأنكم برهنتم على نقاوة الحقيقة ،من أعماق القلب الذي أحبكم ، أتمنى أن تكونوا دائما بألف خير وإبداع متألق ، ،ابارك كلّ جهودكم ، ولكم من القلب محبة .