أثار مخاوف أممية .. قرار روسي بإجلاء السكان من مواقع مجاورة لمحطة زابوريجيا النووية

 

 

 

التآخي – وكالات

أعرب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن قلقه بشأن سلامة أكبر محطة نووية في أوروبا، مع قيام القوات الروسية بإجلاء المدنيين من بلدة إنيرهودار الأوكرانية القريبة.

وقال رافائيل غروسي إن الوضع في محطة زابوريجيا “متقلب بشكل متزايد ومن المحتمل أن يكون خطيراً”.

وتأتي عملية الإجلاء استباقا لهجوم أوكراني مضاد يتوقع أن يكون قريبا، فيما سيبقى عمال المنشأة النووية في أماكنهم. وأعرب غروسي عن قلقه العميق بشأن تصاعد توتر الأجواء بالنسبة للموظفين وأسرهم.

وورد أن خبراء وكالة الطاقة الذرية في داخل المنشأة تلقوا معلومات عن أن إخلاء السكان المعلن عنه من بلدة إنيرهودار القريبة – حيث يعيش معظم موظفي المنشأة – قد بدأ.

وأعربت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن استيائها من حقيقة أن المحطة كانت تعمل بمولدات الديزل حفاظاً على استمرارية أنظمة التبريد الحيوية، وذلك بعد الأضرار التي لحقت بخطوط الكهرباء.

ونقلت الوكالة عن مدير الموقع يوري تشيرنيشوك قوله إنه لم يتم إجلاء طاقم التشغيل، وإنهم يبذلون أقصى جهدهم لضمان السلامة النووية في الموقع.

وانخفض عدد موظفي المنشأة منذ الحرب الروسية الاوكرانية التي بدأت في 22 شباط وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية. لكنها أشارت إلى أن “إدارة الموقع ذكرت أن العدد الذي بقي كان كافياً لتأمين سلامة عمل المنشأة”.

وتحتل القوات الروسية معظم منطقة زابوريجيا التي تقع شمال شرق إنيرهودار. وقد أصدرت روسيا توجيهات بإخلاء 18 موقعا على الجبهة في المنطقة إلى جانب إنيرهودار.

ويقول قائد الإقليم المعيّن من قبل روسيا، يفغيني باليتسكي، إنه “في الأيام الماضية، صعّد العدو القصف على المستوطنات القريبة من خط الجبهة”؛ وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي قائلا “لذلك اتخذت قرارا قبل أي شيء، بإجلاء الأطفال والآباء والمسنين والمعوقين والمرضى في المستشفيات”.

وكان رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي قد كشف في وقت سابق أنه يعمل على وضع خطة أمنية كحل وسط لوضع محطة زابوريجيا النووية، التي تسيطر عليها القوات الروسية، محذرا من زيادة النشاط العسكري حولها ووضع محفوف بالمخاطر.

جاء ذلك في ظل مخاوف مستمرة بشأن سلامة المحطة النووية الواقعة في منطقة زابوريجيا جنوبي أوكرانيا، اذ تعرضت لقصف متكرر منذ بدء الحرب.

وقال مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في أثناء زيارة نادرة للمنشأة النووية الأكبر في أوروبا، إنه يعمل على إيجاد حل وسط يناسب كلا من موسكو وكييف.

وقال غروسي للصحفيين خلال جولة صحفية نظمتها موسكو في المحطة التي تسيطر عليه القوات الروسية، “أحاول الاستعداد واقتراح إجراءات واقعية توافق عليها جميع الأطراف”.

وأضاف غروسي، الذي وصل إلى الموقع في عربة مدرعة روسية محاطا بجنود يحملون معدات قتالية كاملة، “يجب أن نتجنب كارثة. أنا متفائل وأعتقد أن هذا ممكن”؛ لكنه حذر أيضا من زيادة النشاط العسكري حول المحطة النووية وأعرب عن أمله في أن تتفق روسيا وأوكرانيا على مبادئ السلامة، ولفت إلى أن زيارة المصنع كانت “مفيدة للغاية”.

وصرح بشكل منفصل لوكالة فرانس برس، أن “الفكرة هي الاتفاق على مبادئ معينة والتزامات محددة بما في ذلك عدم مهاجمة المحطة”.

وتتبادل كلا من موسكو وكييف الاتهامات بقصف المصنع، مما زاد المخاوف من وقوع كارثة. وقال جنود روس متمركزون في المصنع، خلال زيارة غروسي، إنهم يستعدون لهجوم محتمل من كييف، ويقول  أحد الجنود للصحفيين إن مهمتهم الرئيسة هي، “منع الاستيلاء المسلح” على الموقع من قبل “المخربين” الأوكرانيين، فيما تنفي أوكرانيا أي خطط لهجوم مسلح على المحطة. ودعت الامم المتحدة الى منطقة منزوعة السلاح حول الموقع.

وكشف غروسي عن أن فريقه ركز في السابق على إمكانية إنشاء منطقة أمنية حول المصنع؛ وقال “المفهوم يتطور الآن”، مع تركيز فريقه على حماية المصنع نفسه بدلا من “العمل على أمور محلية أخرى تثير مشكلات معينة”. وتعد هذه ثاني زيارة يقوم بها مدير وكالة الطاقة الذرية إلى زابوريجيا منذ بداية الحرب.

وكان للوكالة فريق من الخبراء في داخل المصنع منذ ايلول 2022، لكن غروسي قال إن الوضع “لا يزال محفوفا بالمخاطر”.

والتقى غروسي في وقت سابق بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي قال إنه ليس من الممكن استعادة وضع السلامة في المصنع مع سيطرة روسيا، فيما قال رينات كارتشا، مستشار شركة الطاقة النووية الروسية روس إنرجوأتوم، قبل الزيارة، إنه من غير المرجح أن تحقق اختراقات كبيرة.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية قوله “نحن بعيدون عن أوهام بأن زيارة غروسي سوف تغير أي شيء بشكل كبير. بالنسبة لنا، هذا حدث عمل اعتيادي”.

و المحطة بحاجة إلى مصدر كهرباء موثوق به لضمان استمرار عمل وظائف الأمان والأمن النووي الأساسية، لكن المحطة عانت من انقطاعات متكررة في الكهرباء خلال الحرب، مما أثار قلق الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي.

وتسببت الحرب في دمار في أنحاء مختلفة من البلاد، وبرغم مرور أكثر من 13 شهرا من المعارك الحامية، إلا أن وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، تحدث  بنبرة متحدية.

وقال كوليبا في جلسة افتراضية قبيل قمة الديمقراطية التي بدأها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في وقت سابق، “على روسيا الانسحاب من كل متر مربع من الأراضي الأوكرانية”. وأضاف، “يجب ألا يكون هناك سوء تفسير لما تدل عليه كلمة الانسحاب”.

قد يعجبك ايضا