التاخي- ناهي العامري
عقد في اربيل، عاصمة اقليم كوردستان المؤتمر العلمي الدولي للتعريف بملف الابادة الجماعية للكورد الفيليين أبان العهد الدكتاتوري للنظام السابق، بحضور لافت لقادة الاقليم، يتصدرهم الرئيس مسعود بارزاني ورئيس الاقليم نيجرفان بارزاني ورئيس الحكومة مسرور بارزاني، وشخصيات اكاديمية وسياسية متنوعة.
أشار الرئيس بارزاني في كلمته، الى معاناة الفيليين خلال كارثة الابادة الجماعية التي تعرضوا لها على يد جلاوزة واعوان النظام البعثي السابق، واشاد الرئيس ببسالتهم في المحافظة على هويتهم الكوردية رغم محاولات اجبارهم على التخلي عن ارومتهم الاصل.
واضاف ان ما يثبت اصالتهم مساهمتهم بجدارة في تأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني وانخراطهم في تنظيماته النضالية والكفاحية على طول سوح المعارك التي خاضها الحزب ضد الحكومات الشوفينية، كما نوه الى ضرورة تعويضهم بشكل عادل يتناسب مع حجم التضحيات التي قدموها.
وذكر الرئيس بشاعة الجرائم التي ارتكبت بحق الفيليين منها، في عام 1981 قيام النظام الدكتاتوري باجراء تجارب كيمياوية في منطقة عكاشات على 300 شاب فيلي، وكررها على 150 شابًا من منطقة بارزان، ثم تصفيتهم لاحقا، وهذه الابادة هي سلسلة الجرائم التي ارتكبت بحق شعب كوردستان، وما تعرض له الايزيديون ما هو الا حلقة من تلك السلسة، واقترح الرئيس تأسيس مركز في اربيل لمتابعة شؤون الفيليين.
من جانبه دعا النائب الاول لرئيس البرلمان العراقي محسن المندلاوي الحكومة العراقية الى تفعيل القرار رقم 426 لسنة 2010 المتضمن تعهد مجلس الوزراء بإزالة كافة الآثار السلبية المرتكبة بحق الكورد الفيليين أبان حكم النظام السابق، كما طالب المندلاوي اللجنة التحضيرية للمؤتمر الخروج بتوصيات ومقررات تضمن حقوق الكورد الفيليين، وتوثيق جرائم الابادة الجماعية بحق الفيليين، معربا عن شكره للرئيس بارزاني على رعاية المؤتمر، موضحا ان تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الفيليين، تعد جرائم ابادة جماعية من منظور القانون الدولي والانساني.
وفي لقاء مع رئيس تحرير صحيفة التآخي جواد ملكشاهي اجرته شبكة رووداو الاعلامية في الثاني من ايار 2023 أكد على غمط حقوق الفيليين جراء سياسات القتل والترهيب والتغييب التي تعرضوا لها، آملا ان يناقش المؤتمر قضية الابادة الجماعية بحقهم، فلا زالت املاكهم غير مسترجعة، ودعا الى تمثيل الفيليين في البرلمان العراقي بما يتناسب مع عدد نفوسهم، فهناك مكونات اقل منهم بكثير لديهم من ممثلين اكثر من الفيليين، موضحا ان الكوتا لا تمثلهم تمثيلا حقيقيا.
تعالت الاصوات المطالبة بحقوق الكورد الفيليين داخل المؤتمر، حيث طالب مسؤول جمعية الكورد الفيليين في اربيل سامي فيلي، انصاف شريحة الكورد الفيليين في زيادة عدد ممثليهم في السلطتين التشريعية والتنفيذية، كذلك قال عضو مجلس قيادة كركوك للحزب الديمقراطي الكوردستاني غالب علي الفيلي يجب النظر في آلاف الفيليين الذين تم تهجيرهم خلال عام 1980.
ومن الأصوات الاكاديمية التي برزت في المؤتمر، للمطالبة بحقوق الفيليين، الاكاديمي في جامعة جيهان في اربيل خليل إسماعيل محمد، ورئيس مركز اتحاد الخبراء الاستراتيجيين صباح زنگنة، والاستاذة المساعدة في كلية التربية بجامعة صلاح الدين سارة زيد محمود.