جوامير مندلاوي
ما يجري في جمهورية السودان, الأمس واليوم من اشتباكات بين القوات المسلحة من جهة والرد السريع من جهة اخرى في العاصمة خرطوم, يذكرنا بالمشير الفذ عبد الرحمن سوار الذهب رحمه الله.
يعد المشير عبد الرحمن سوار الذهب العسكري الوحيد الذي تسلم السلطة, ووعد بتسليمه الى رئيس اخر بعد عام واحد, وفعل. ويعتبر هذا الامر سابقة في الوطن العربي, وحتى في العالم الثالث الى لحد يومنا هذا.
وهنا اتناول موضوعة العالم الثالث من الناحية السياسية, الديمقراطية, لا من حيث الصناعة ومستوى الاقتصاد.
بديهي ان مصطلح العالم الثالث يعني الدول الغير متقدمة, اوالدول في مرحلة النمو اي الدول النامية. ويشمل اغلب دول اسيا وافريقيا وامريكا الجنوبية.
هناك مفكرين يقسمون دول العالم الثالث الى قسمين, وهناك من يقول انه قسم واحد بلا تمايز. اما فريق القسمين يقسمون هذه الدول الى-
1 دول مستقرة تماما سياسيا مثل الهند وباكستان عدا انقلاب الجنرال نواز شريف , الرئيس الأسبق لباكستان رحمه الله, وتركيا عدا الرئيس الحالي اردوغان, صحيح انه استلم السلطة عن طريق الانتخابات الديمقراطية, لكنه تلاعب بالدستور لصالحه, حيث حصر كل السلطات بيده, والغى منصب رئيس الوزراء.
2 دول غير مستقرة تعرضت الى انقلابات, حيث يستولي فيها العسكر على السلطة ويبقى بعد ذلك رئيسا للبلاد الى ان يمون او يطيح به, كما حدث للراحلين معمر القذافي رئيس ليبيا السابق وعلي عبد الله صالح رحمهما الله.
عموما هناك الكثير من المفكرين والساسة يتخوفون من تسييس الجيش, بسبب عدم الخبرة بادارة الدولة اولا والخشية من اعلان الحرب على احدى دول الجوار, او اي بلد في اعالي البحار اذا كان بلاده غير مغلقة.
ان مهمة او دور الجيش هو الدفاع عن الوطن وحمايته من اي اعمال عدائية او غزو خارجي, وحفظ الامن عند الاضطرابات الداخلية وبعض المهمات الاخرى مثلا ساهم الجيش في الحد من مخاطر فيضانات دجلة عام 1954 عبر وضع متاريس ترابية على ضفتي نهر دجلة للحيلولة دون غرق بغداد- كما نقل لي والدي رحمه الله.