بعد تزايد الاشتباكات .. الامين العام للامم المتحدة يدين استمرار القتال في السودان

 

 

 

متابعة – التآخي

 أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش بشدة استمرار القتال في السودان، وناشد قادة القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع بـ”وقف الأعمال العدائية فورا واستعادة الهدوء وبدء الحوار لحل الأزمة”.

وقال إن “الوضع أدى إلى خسارة فادحة في الأرواح بما في ذلك بين الكثير من المدنيين”، حسبما نقل عنه المكتب الإعلامي للأمم المتحدة، مشددا على أن “أي تصعيد آخر قد يخلف آثارا مدمرة على السودان والمنطقة”.

وحث الأمين العام للأمم المتحدة “كل من له تأثير على الوضع، على استخدامه من أجل السلام ودعم جهود إنهاء العنف واستعادة النظام والعودة إلى المسار الانتقالي”، وأشار الى إن “الوضع الإنساني في السودان كان خطيرا بالفعل وأصبح الآن كارثيا”، وأدان مقتل وإصابة مدنيين وعمال إغاثة واستهداف ونهب المنشآت؛ مذكرا جميع الأطراف بـ”الحاجة لاحترام القانون الدولي بما في ذلك ضمان سلامة وأمن جميع موظفي الأمم المتحدة والأشخاص المرتبطين بها والعاملين في المجال الإنساني”.

وقد تحدث الأمين العام، يوم السبت، مع قائدي الجيش وقوات الدعم السريع السودانيين، كما “يتواصل بشكل نشط” مع الاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية والقادة بأنحاء المنطقة. وجدد غوتيريش التأكيد على أن “الأمم المتحدة تقف إلى جانب شعب السودان في هذا الوقت الصعب، بالدعم الكامل لجهوده لاستعادة الانتقال الديمقراطي وبناء مستقبل آمن وسلمي”.

وفي سياق متصل حذر رئيس الوزراء الاثيوبي أبي أحمد علي مما وصفه بـ”أية محاولات ذات دوافع وأجندات خفية للتدخل في الشأن السوداني تسعى لتدمير مقدرات البلاد “، في إشارة إلى المعارك الحالية بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وقال أبي أحمد في بيان الاثنين “نحن في إثيوبيا لدينا إيمان راسخ بأن الشعب السوداني الأبي لديه كل الحكمة لتجاوز هذه المحنة التي يمر بها الآن”، عادا أنه “من الصواب أن يترك له حلها بنفسه وإن أي تدخل في الشأن السوداني يجب أن يكون هدفه فقط تحقيق المصالحة بين الأشقاء وإحلال السلام”.

وأردف “ففي حين تتجلى رغبة اثيوبيا، حكومة وشعبا، في أن ترى أبناء السودان يحلون مشكلاتهم بأنفسهم بالحكمة المعهودة، نؤكد من جانبنا مرة أخرى على أننا دائما مع المصلحة العامة للسودان وشعبه وندين بشدة كل المحاولات التي تسعى للتدخل في الشأن السوداني بطرق غير مشروعة”

وتدور، منذ السبت الماضي، اشتباكات عنيفة وواسعة النطاق بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مناطق متفرقة من السودان، تتركز معظمها بالعاصمة الخرطوم، حيث يحاول كل من الطرفين السيطرة على مقار حيوية، بينها القصر الجمهوري بالخرطوم ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة وقيادة قوات الدعم السريع وعدد من المطارات العسكرية والمدنية.

ويواصل الجانبان، نشر البيانات عن الانتصارات التي يحرزها والخسائر التي يوقعها في صفوف الطرف الآخر. وخرجت الخلافات بين رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد القوات المسلحة السودانية عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو للعلن، بعد توقيع “الاتفاق الإطاري” المؤسس للفترة الانتقالية بين المكون العسكري الذي يضم قوات الجيش وقوات الدعم السريع في شهر كانون الأول الماضي، الذي أقر بخروج الجيش من السياسة وتسليم السلطة للمدنيين.

ووجه دقلو اتهامات للجيش السوداني بالتخطيط للبقاء في الحكم وعدم تسليم السلطة للمدنيين، بعد مطالبات الجيش بدمج قوات الدعم السريع تحت لواء القوات المسلحة.

وتعرف قوات الدعم السريع نفسها بأنها “قوات عسكرية قومية التكوين تعمل تحت إمرة القائد العام، بهدف إعلاء قيم الولاء لله والوطن، وتتقيد بمبادئ القوات المسلحة”، وتقول إنها تعمل بموجب “قانون أجازه المجلس الوطني في عام 2017”.

وعلى صعيد متصل أعلن الاتحاد الأوروبي، مساء الاثنين، تعرض سفيره لدى السودان للاعتداء في مقر إقامته. وقال الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن «سفير الاتحاد الأوروبي لدى السودان تعرض للاعتداء في إقامته قبل ساعات قليلة»، مردفا أن «هذا يشكل انتهاكًا صارخًا لاتفاقية فيينا»، ومشيرا إلى أن «أمن المباني الدبلوماسية والموظفين مسؤولية أساسية للسلطات السودانية بموجب القانون الدولي».

وفيما يتعلق بالوضع الصحي حذرت اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، مساء  الإثنين، من انهيار القطاع الصحي تحت وطأة الاشتباكات العسكرية والأحداث التي تشهدها البلاد.

وقالت اللجنة في بيان جاء تحت عنوان «مستشفيات السودان تحت نيران القصف»، أن «المستشفيات والمرافق الصحية السودانية تحت وطأة الاشتباكات العسكرية تشهد تدهورا غير مسبوق ينذر بانهيار القطاع الصحي بالكامل». وأضاف البيان أنه «وبصورة متواترة تتطور الاحداث المأساوية بفقدان المستشفيات العاملة واحدة تلو الأخرى، والآن معظم المستشفيات الكبيرة والتخصصية خرجت من الخدمة نتيجة إخلائها قسرا بواسطة القوات العسكرية المتصارعة أو استهدافها بالقصف، وأخرى انقطع عنها الإمداد البشري والدوائي والماء والكهرباء وأصبحت مهددة هي الأخرى بالتوقف التام». وقد أسفرت  الاشتباكات الدائرة منذ السبت عن مقتل نحو 200 من المدنيين، فيما لم تعلن حتى الآن حصيلة عن الضحايا من العسكريين.

 

 

قد يعجبك ايضا