أيمن خطاب
هي أول شابة مصرية عربية وأفريقية، تنضم إلى رحلة فضائية، كانت تحلم أن تشارك يوماً ما برحلات إلى القمر، وعلى مدار حياتها سعت إلى تحقيق ذاك الحلم، حيث واجهت العديد من التحديات لكنها استطاعت التغلب عليها وتجاوز المعوقات التي واجهتها في هذا المجال الدقيق. المهندسة سارة صبري كانت أول شابة مصرية ضمن طاقم رحلة شركة Blue Origin، الـ 22 في المهمة NS-22 إلى الفضاء على متن صاروخها New Shepherd، في أغسطس الماضي، وذلك برعاية مؤسسة Space for Humanity.
المهندسة سارة صبري
ضم طاقم الرحلة كوبي كوتون، المؤسس المشارك لشركة Dude Perfect، وماريو فيريرا، رائد أعمال برتغالي، وفانيسا أوبراين، متسلقة جبال بريطانية أميركية، وكلينت كيلي، قائد التكنولوجيا 3، وسارة صبري، المهندسة المصرية، وستيف يونغ، الرئيس التنفيذي السابق لشركة Young’s Communications LLC) Y-COM)، حيث تتمثل المهمة في إلهام الأجيال القادمة لمتابعة وظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات لصالح الأرض.
الشغف لتحقيق الأحلام
نشأت المهندسة سارة صبري، في أسرة مكونة من أب مصري وأم لبنانية، وتدرجت في الاعتماد على نفسها والسعي وراء أهدافها من دون كلل أو ملل، فكان شغفها وحلمها الوسيلة الوحيدة التي تسعى من خلالها إلى تحقيق أحلامها، وكلها يقين بتحقيق العديد من الإنجازات.
عقب تدريبيات ذهنية ونفسية مُكثفة، وبعد تجربتها التناظرية التي قدمتها عام 2022، استطاعت سارة صبري أن تكون أول فتاة مصرية تحلق إلى الفضاء، بعد أن أثيرت قصتها في الصحف والمواقع، كان الجدل وراء حُصولها على اللقب محل اهتمام أكثر من رحلة الفضاء ذاتها.
«مجلة سيدتي» التقت سارة صبري وسألتها:
حدثينا عن بدايتك في مجال الفضاء؟
بدأت الاعتماد على نفسي في سن صغيرة، فكانت أولى رحلاتي إلى البلاد الأفريقية متطوعة في مدارس ومنظمات مختلفة، بما في ذلك مركز تمكين المرأة بأوغندا، وبعد حصولي على بكالوريوس الهندسة الميكانيكية في مصر، درست الهندسة الطبية في إيطاليا؛ حيث قدمت رسالة الماجستير، وحصلت أيضاً على دورة في هندسة الطيران، لأصبح أول رائدة فضاء مصرية تناظرية، تحاكي مهمات القمر والمريخ على الأرض للتحضير للمهمات المستقبلية للفضاء؛ حيث تم عزلنا في محطة الفضاء لمدة أسبوعين، وكان عددنا نحو 6 أفراد، وفي بداية كل يوم جديد كان لدى كل شخص منا مهماته التي يقوم بها ويؤديها، فمنا من كانت مهمته تأمين المحطة، وآخرون مهمتهم تكمن في صناعة الأكل، والتنظيف، واختبارات على الزراعة، وتصميم أدوات للحصول على عينات، وتمرينات في حال حدوث طوارئ، فهذه التجربة علمتني كثيراً، ومع تكرار حدوثها كنا نحصل على معلومات أكثر للتأهيل والاستعداد إلى رحلة الفضاء الواقعية.
المهندسة سارة صبري
كيف استقبلتِ الخبر قبل الرحلة؟
استقبلت الخبر أثناء وجودي في حدث خاص بوكالة الفضاء المصرية، ولم أكن قادرة على استيعاب أنني اقتربت من تحقيق حلمي الذي يراودني منذ سنوات، والرحلة كانت في 4 أغسطس 2022، ومكان التدريب كان في ولاية تكساس؛ حيث كنت أتدرب يومياً منذ الساعة 5 صباحاً حتى الليل، وقبل السفر أحضروا عائلاتنا لنراهم قبل الصعود، لكن لم يكن معي من عائلتي سوى شقيقة والدتي فقط، وكان ضرورياً أن نكون مُستعدين ومتقبلين لكل ما يحدث، وهذه النقطة أثرت فيّ وغيرتني.
ما تأثير صعودك إلى الفضاء؟
التجربة مُؤثرة، ولا أُبالغ حين أقول إنها غيرت نظرتي إلى الأشياء من حولي، ورأيت حماية الغلاف الجوي للأرض، وانعدام الحدود بين الدول والشعوب من الأعلى، وأدركت حدوث تغيير في عقل الإنسان، وكل حاجة قرأتها في الكتب شعرت بها.
التجربة قربتني من الكون، وإدراكي أن ما يقال لنا إننا في الفضاء، هو تغيير لون السماء وانعدام الجاذبية، وأيضاً اختلاف شعوري بالتجربة عنهم، وفخري الزائد بكوني شابة مصرية وعربية وأفريقية.
شاهدت حماية الغلاف الجوي للأرض وانعدام الحدود بين الدول
هدف بعيد المدى
ما نوع رحلة سارة الفضائية؟
رحلتي كان لها هدف، تجربتي كانت الأولى من نوعها، فليس من المهم حالياً أن نصنف صعودنا للفضاء بأنه تابع لأي جهة، ولكن المهم هو تأهيلنا واختيارنا لخوض التجربة في سبيل هدف معين، وهو أن نرى الأرض من الفضاء، وهذه بداية، وبعد عودتنا ندرس كيفية الاستفادة من تلك التجربة على أرض الواقع، سواء مع الجهات المعنية في مصر، أو أبحاثي المدعومة من ناسا، أو حتى من خلال شركتي الخاصة.
ما دور سارة في رحلة الفضاء، وما مدتها؟
دورنا كان يقتصر على التدخل في حالة الطوارئ، ولكن الصاروخ نفسه أذكى بكثير ومستعد لكل ما يحدث، وهو ما يؤكد ثقتنا بالصاروخ.
أما دوري أنا فكان الجلوس على المقعد الجانبي للباب، والإسعافات الأولية في حالة حدوث أي طوارئ لإنقاذ رواد الفضاء، ولذلك مررت بتدريبات أكثر من باقي المشاركين، بسبب اعتمادي الرسمي وخبرتي الأكثر واستعدادي الأكبر.
أما عن مدة الرحلة فهي نحو 12 دقيقة، وكنا خارج الغلاف الجوي للأرض لمدة 3 دقائق ونصف الدقيقة، بالنسبة للتمويل، أنا لم أدفع شيئاً مقابل سفري، ولكن تم اختياري من بين 7000 شخص،
ما الأبحاث التي تقوم بها سارة صبري حالياً في مجال الفضاء؟
لدى شركتي قسم كامل خاص بالأبحاث، وقسم للتعليم، والفرص مُتاحة للجميع وبشكل مجاني، وتهدف الشركة إلى توفير الفرص للراغبين في خوض تجارب شبيهة، لذا قضيت وقتاً كبيراً في محاولة فهم الفرص المتاحة، وكيفية الوصول إليها. وهناك قسم آخر في الشركة، وهو الشق القانوني الذي يمكن من خلاله مخاطبة الكونغرس حول قوانين إتاحة الفرص وتخفيف القيود على أبحاث الفضاء، وأن لا تكون مقتصرة على المواطن الأميركي. تلك القوانين مقيّدة لكل المهتمين بالمجال، وبالتالي نقوم بإعداد أوراق بحثية ودراسات لتغيير الشكل القانوني ولنظهر الفارق الإيجابي في حالة الانفتاح.
تطوير بدلة الفضاء
لديك تجربة خاصة في تطوير بدلة الفضاء.. حدثينا عنها.
أعمل في أكثر من مشروع بحثي مدعوم من وكالة ناسا لتطوير بدلة الفضاء، فقد كانت رسالة الدكتوراه الخاصة بي في أميركا، تتعلق بالمشاكل الخاصة بهذه البدلة، وما ساعدني في ذلك هو تخصصي في الهندسة الميكانيكية والميكاترونكس، وأيضاً هندسة الطيران. وواحد من أهدافي هو تحسين بدلة الفضاء، حيث أن هناك في الفضاء إشعاعات خطيرة على الإنسان، ولذلك تحتاج البدلة إلى تطورات لتحمي رائد الفضاء، وتساعده على تأدية الأنشطة التي يحتاج إليها على سطح القمر أو المريخ.
عادة ما تبحث الفتيات عن الموضة والجمال، فكيف صممت بدلة فضائية للمرأة؟
صحيح أن المرأة تبحث عن الجمال في مظهرها، لذا صممت بدلة فضائية غير ضخمة خاصة بها؛ حتى تتمكن المرأة من التحرك ومن استخدام الأطراف بطريقة أكثر سهولة ويسراً. هي بدلة مميزة ومختلفة عن بدلة رائد الفضاء الرجل، وتتعامل مع متطلبات المرأة في الحياة هناك، ولكن من منظور تسهيل تحركاتها فقط من دون النظر إلى الشكل المبهر الذي يبحث عنه محبو الموضة، هي بدلة أكثر عملية للنساء، بغض النظر عن الجمال.
منقول عن مجلة سيدتي