السياق الانتقالي من الجماعات والتنسيقيات التغييرية الى العمل السياسي

التآخي – ناهي العامري

اقام منتدى بيتنا الثقافي ندوة حوارية بعنوان (السياق الانتقالي من الجماعات والتنسيقيات التغييرية الى العمل السياسي (قوى التغير أنموذجا) باستضافة الدكتور موسى رحمة الله/ أمين عام تيار الوعد العراقي.

وبدأت الندوة بكلمة مديرة الندوة الشاعرة والناشطة المدنية حذام يوسف، جاء فيها: إن الحدث الابرز في حياة العراقيين ما بعد التغيير هو ثورة تشرين، التي عمت جميع محافظات العراق وكان للشباب بمختلف فئاتهم العمرية دور كبير في اشعال شرارتها وتأجيجها، وأهم ما جاءت به هو روح التغير في الفكر والمنهج.

بدأ المحاضر الدكتور رحمة الله بتسليط الضوء على ما حصل في العراق بعد تغيير النظام السابق، وقال: الانظمة السابقة تركت العراق دولة مشوهة، وهذا الخراب له تداعيات كبيرة على الدول الاقليمية والشرق الاوسط، وتجربة الانتقال الديمقراطي ما بعد تغيير النظام السابق لم تكن ناضجة، لضعف التجربة، وحدثت العديد من الانتهاكات فيما يخص الحريات وحرية الرأي، حيث بدأت الحريات تضيق وتحارب بعد بضع سنوات، ومن مظاهر تلك المضايقات كثيرة منها التعرض لكاتب مثلا او فنان، ونتيجة لذلك سيطر الخوف على الجميع من ان هذا النهج سيقود الى عودة الدكتاتورية.

واضاف رحمة الله: أن ما حدث في جامعة كربلاء خير دليل على ما جرى، اذا قام الاسلاميون في عام العنف الطائفي ٢٠٠٧، بتوجيه الطلبة وفق معتقداتهم، ولاجل التصدي لتلك الاعمال الضارة طرحنا فكرة تأسيس رابطة الطلبة في الاقسام الداخلية لانتقاد اداء رئيس الجامعة ومعاونه، وحدث تجاوب لبعض الطلبة، ومع مرور الوقت انجذب معظم الطلبة الى الرابطة، وقمنا بأول تظاهرة طلابية ،هدفها تغيير واقع جامعة كربلاء ،وتعرض كثير من الطلبة للتحقيق وغالبيتهم على ابواب التخرج، وبدأ الاسلاميين التغلغل داخل الاقسام والمؤسسات الجامعية لرفض الافكار النيرة التي طالبنا بها.

واصل رحمة الله حديثه بالتطرق الى معاناة الطلبة قائلا: بعد تخرجنا من الجامعات، عانى معظم الطلبة من البطالة وعدم المساهمة في التغيير، وتم الاقتراح ان تكون النقابات جزء من الفعل الاحتجاجي، واكتشف بأنها صدى للسياسات التابعة للتيارات الاسلامية الحاكمة، حينها شكلنا فريق قوامه ٤٠٠ طبيب لتغيير النقيب، وحصل التغيير بعد ثلاث سنوات، وتبين اثناء انتفاضة تشرين ان النظام غير قادر على احتواء مطاليب الطلبة والجماهير.

ثم عرج على ثورة تشرين قائلا: لذا فان ما حدث في تشرين ٢٠١٩ – ٢٠٢٠، هو استمرارية تفاعلية لانتزاع حقوق ألشعب، لكن ما حدث في تلك المرحلة قيام القوى السياسية الحاكمة بكيل الاتهامات على المنتفضين واعتبارهم خارجون على القيم والاعراف، وما بعد تشرين تشكلت تيارات واحزاب من رحم الثورة لمواجهة الثورة المضادة، لكنها لم تحقق اصوات تمثل حجم الثورة وسعة جماهيرها، بسبب صعوبة جمع التنسيقيات في كيان واحد، حيث اشتدت الخلافات على الزعامة، أهل البصرة قالوا نحن نزود باقي المحافظات بالنفط والاحقية لنا، وأهالي ذي قار قالوا لنا باعتبار ساحة الحبوبي مركز الاحتجاجات، وهناك من قال محافظتنا تضم الشرائح الكادحة وهم جماهير الثورة وقادتها، لذا اثناء الانتخابات في ٢٠٢١ كنا نتنافس على الفوز وليس على التوحد في اختيار البرنامج الصائب لقيادة المرحلة.

بناءاً على ما تقدم، على قوى التغيير ان تقدم رسالة خالصة من الشرعية الاجتماعية، لخوض الانتخابات القادمة.

قد يعجبك ايضا