مهند محمود شوقي
تمر علينا اليوم الذكرى الخامسة والثلاثين على فاجعة الانفال تلك التي ابتدأت في أوائل ربيع عام 1988 عندما شن الجيش العراقي بتوجيه مباشر من صدام حسين رئيس الجمهورية العراقية حينها حملاته على القرى الكوردية من خلال 6 عمليات عسكرية لتدمر قرابة 2000 قرية كوردية وتقتل أكثر من 180 ألف مدني في إقليم كوردستان اضافة الى ترحيل قرابة النصف مليون كوردي إلى مناطق الجنوب من العراق وقد اعدم معظمهم ووجدت رفاتهم في مقابر جماعية اكتشفت لاحقا بعد عام 2003 في مناطق متفرقة من العراق وحتى اللحظة ماتزال رفاة آلاف منهم مجهولة المصير !!! وان اعيدت رفاة المئات من المؤنفلين الى إقليم كوردستان في اوقات متفاوتة الا ان العدد الحقيقي مايزال مجهولا وفق المقابر المكتشفة والتي مازال البعض منها غير مكتشف !!
جريمة بشعة كبرى أقل ما وصفت بال(الفاجعة) فهي اضافة الى كونها أدرجت ضمن مصطلحات شلمت أبشع جرائم الإنسانية التي عرفها التاريخ بشهادة منظمات العالم المعنية بحقوق الانسان فقد ساهمت وبشكل كبير في تدمير آلاف القرى في إقليم كوردستان وابادة مئات الآلاف من الكورد في مختلف المناطق الكوردية لتلي تلك العمليات حملات اخرى شملت التعريب والتغيير الديموغرافي .
حتى اللحظة ومنذ تشكيل حكومات العراق الجديد بعد الاطاحة بنظام صدام حسين من قبل الولايات المتحدة الأمريكية عام 2003 ماتزال مطالب الكورد في إقليم كوردستان باعادة حقوق المؤنفلين في تلك الحملات تعاود رحاها على الرغم من كم الوعود التي اطلقتها حكومات العراق المتعاقبة بعد عام 2005 وبعد ان أقرت المحكمة الجنائية العليا في يونيو من عام 2007 إدانتها للنظام السابق بإرتكابه جريمة الانفال و ضرورة تعويض الضحايا المؤنفلين…. إلا ان تلك المطالب وفق الحقوق التي ثبتها الدستور لم تلاقي غير الوعود !!! ولم تفي القوى العراقية بما وعدت طوال العشرين عام التي مرت ولم تنصف الكورد لتعيد حقوقهم بعد ان خلفت جريمة الانفال آلاف الضحايا وبعد ان استقطعت مناطق كبرى من مدن إقليم كوردستان لتضم منذ ذلك الوقت الى محافظات اخرى !!
وبعد ان أحرقت وأبيدت آلاف من القرى الكوردية من دون ذنب ولا حول ولاقوة .