حظوظ مرشحي الرئاسة الامريكية .. تقرير: ترامب حافظ على سلامة مواطنيه من دون إشعال حرب

 

 

 

متابعة ـ التآخي

مع اعلان الرئيس الامريكي جو بايدن ترشحه لانتخابات الرئاسة المقبلة في عام 2024 ومع محاولات توجيه الاتهامات الى الرئيس السابق دونالد ترامب في قضايا جنائية، يرى مراقبون ومحللون انها محاولات سياسية لإبعاده عن الترشح، تبرز المقارنات بين الشخصيتين لدى عدد من الجهات.

وفي معرض مقارنته للرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بسلفه دونالد ترامب، يرى محلل أمريكي أن ترامب حافظ على سلامة الامريكيين من دون إشعال حرب وأن روسيا لم تحتل أي أراض في عهده على خلاف الأمر في رئاسة جو بايدن.

ويشير الى انه بعد مرور أقل من شهر على دخوله البيت الأبيض في عام 2017، توجه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جوا إلى قاعدة دوفر الجوية لحضور مراسم مهيبة لنقل جثمان الضابط الصغير ويليام ريان اوينز من قوات العمليات الخاصة التابعة للقوات البحرية، الذي كان أول جندي أمريكي يُقتل في عملية عسكرية في رئاسة ترامب.

ويقول المحلل الأمريكي كليف سيمز، الذي كان مساعدا خاصا للرئيس ترامب، ونائبا لمدير الاستخبارات الوطنية للشؤون الاستراتيجية والاتصالات، إن هذه التجربة كانت ثقيلة بخاصة بالنسبة للرئيس الذي أمر شخصيا بالغارة على موقع لتنظيم القاعدة في اليمن في شهر كانون الثاني عام 2017.

ويضيف سيمز، في تقرير نشرته مجلس ناشونال انترست الأمريكية، أن الحقيقة هي أن معظم الرؤساء الأمريكيين في التاريخ الحديث لم يسمحوا لحقائق الحرب القاسية أن تمنعهم من إرسال أمريكيين للموت في صراعات من الصعب تسويغها ابتداء من المهمة في أفغانستان التي تحولت إلى أطول حرب تخوضها أمريكا، إلى فشل بناء الدولة في العراق وغيرهما.

وبالنسبة لترامب، فإنه بعد مرور شهرين فقط على أول رحلة له لقاعدة دوفر، أمر بإطلاق 59 صاروخ كروز من طراز توماهوك على سوريا ردا على هجوم بأسلحة كيماوية تردد أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد قام به.

ويزيد التقرير بالقول، ان نهج ترامب الغريزي يمثل شيئا خاصا للغاية بالنسبة لأعداء أمريكا وهو أن هناك دائما الاحتمال بأن ترامب سوف يستعمل العنف الساحق والصادم، إذا شعر أنهم الحقوا ضررا بالولايات المتحدة أو قللوا من شأنها، بحسب تعبيره.

ويقول سيمز إنه عندما اقترح المستشارون العسكريون لترامب قائمة بالخيارات للتعامل مع الجنرال الإيراني قاسم سليماني قائد فيلق القدس، الذي كانت يداه ملطخة بدماء الأمريكيين وكان يخطط بنشاط لمزيد من الهجمات، اختار ترامب الخيار الأكثر شراسة.

ويذّكر انه في منتصف الليل، وفي الوقت الذي كان يجري فيه نقل سليماني بعيدا عن مطار عراقي، أطلقت طائرة مسيرة أمريكية من طراز إم كيو – 9 ريبر  صاروخ هيلفاير مزقه إربا مع عدة أعضاء آخرين من قوة الحرس الثوري الإيراني وشخصيات عراقية، مستدركا ان الخطوة كانت استفزازية للغاية لدرجة أن جو بايدن العضو الديمقراطي آنذاك في مجلس الشيوخ الأمريكي حذر من أن هذا التصرف قد يدفع الشرق الأوسط إلى “حافة صراع كبير”، ولكن هذا لم يحدث.

ويضيف ان ترامب اقدم على مخاطرة أخرى، اذ حذر  الإيرانيين  من أن الولايات المتحدة قد حددت كأهداف 52 موقعا إيرانيا (الرقم يشير إلى الرهائن الأمريكيين الذين احتجزتهم إيران بعد اندلاع الثورة الايرانية في عام 1979)، وهى أهداف بعضها على أعلى مستوى ومهمة للغاية لإيران والثقافة الإيرانية، موضحا إنه أذا ردوا بالحاق الضرر بالأمريكيين، سوف يتم “ضربهم بقوة شديدة وبسرعة بالغة.

ويضيف سيمز أنه للأسف، زادت الهجمات الإيرانية كثيرا منذ تولى الرئيس بايدن السلطة، ومنذ عهد قريب، قتل هجوم بطائرة إيرانية مسيرة شخصا أمريكيا وأصاب ستة آخرين؛ وردت إدارة بايدن بما وصفته بعملية متناسبة ومدروسة تمثلت في هجوم جوي ضد منشآت لميليشيات تساندها إيران، وفي اليوم التالي، ردت قوات تعمل بالوكالة لحساب إيران، بحسب التقرير، بشن هجمات ضد قوات أمريكية، وفيما لم تتسبب في خسائر في الأرواح، كانت إشارة واضحة إلى أنها وضعت في الاعتبار رد إدارة بايدن المتوقع.

وأشار سيمز إلى أن مزايا استعمال مثل هذه القوة القاسية والمدمرة تتمثل في أنها تهدف لهزيمة المعتدين بأسرع ما يمكن، مما يسفر عن خسائر في الأرواح أقل مما كان يفسر عنه صراع طويل الأمد، وتكون بمنزلة رادع ضد أي هجمات في المستقبل، على حد وصفه.

ويعيد التقرير الاذهان الى التاريخ بالقول، في عام 1968، قال ريتشارد نيكسون الذي كان نائبا للرئيس لكبير مساعديه أتش .أر.هالديمان أنه يفضل استعمال ما وصفه بـ”نظرية  الرجل المجنون” لإقناع الفيتناميين الشماليين بأنه “قد يفعل أي شيء لوقف حرب فيتنام”، وكان نيكسون، كنائب رئيس قد رأي كيف تمكن الرئيس دوايت ايزنهاور من احتواء الشيوعية وأقناع الصين بإنهاء الحرب في شبة الجزيرة الكورية، عن طريق الاستفادة من التهديد المروع بشن حرب نووية، بحسب قوله.

ويتابع ان بعض المنتقدين وصفوا نهج ترامب بأنه إحياء لنظرية الرجل المجنون، وأن هناك بعض الحقيقة في هذا الوصف، ولكن يظهر أن هناك شيئا يبدو أن المنتقدين قد أغفلوه وهو أن هذا ليس تظاهرا؛ اذ أن فعاليته تكمن في قدرة ترامب على أن تكون هناك حالة عدم تيقن حقيقية لدى الآخرين بما سيفعله، وانفتاحه على السماح للتطورات الجديدة بتشكيل وتغيير ردود أفعاله في الوقت المناسب، بحسب التقرير، الذي يضيف انه بقدر ما سوف يثيره هذا من غضب منتقدي سياسة ترامب الخارجية، فإن نجاح هذا النهج كان أكثر وضوحا في احتواء الهجوم الروسي.

ويوضح التقرير، ان روسيا غزت جورجيا في عام 2008 عندما كان جورج بوش الأبن رئيسا، واستولت على شبة جزيرة القرم في عام 2014 عندما كان باراك أوباما رئيسا، وغزت روسيا الآن أوكرانيا وبايدن رئيس للبلاد، ومع ذلك فعندما كان ترامب  رئيسا، لم تستول روسيا على أراضي من أي دولة جارة لها، على حد وصف التقرير.

ويرى التقرير ان “اللاعبين الأشرار” من روسيا والصين إلى أيران وكوريا الشمالية، يعلمون ببساطة أنه كان يتعين عليهم كبح جماح أنفسهم أو التعامل مع التداعيات الخطيرة الحتمية التي لا يمكن توقعها؛ وهذه هي الطريقة التي استطاع ترامب بوساطتها، ربما أكثر من أي شيء آخر، الحفاظ على سلامة الأمريكيين من دون اشعال حرب، بحسب تعبير التقرير.

قد يعجبك ايضا