*محمد حيدري
في أواسط الثمانينيات من القرن الماضي هاجمت القوات التابعة لسلطات حزب البعث العربي الاشتراكي، مناطق الكورد الفيليين، في بغداد وبعض المناطق بهدف ترحيلهم إلى إيران بحجة التبعية.
في الشهر الرابع (أبريل – نيسان) من ذلك العام ، تم تهجير الآلاف من الكورد الفيليين من معقلهم الأصلي بغداد وبعض مناطق أخرى كانت تلك بداية مأساة الشعب الكوردي في ثمانينيات القرن الماضي، وتشير التقديرات إلى تهجير قسري لنحو نصف مليون شخص على يد النظام السابق في العراق، كانت هذه بداية لحملة بيع النظام لمنازلهم واثاثهم المنزلية ومصادرة ممتلكاتهم الخاصة والعامة.
لا يصف أبناء الكورد الفيليين أنفسهم بأنهم كرماء فحسب، بل إن الكثير منهم يضيفون إليها الفروسية والشجاعة والولاء ودعم قوميتهم الكوردية، حيث لعبوا دورًا مهمًا وحيويًا في الثورات الكوردية ، وخاصة في ثورة أيلول التحررية لقد شغلوا مناصب مهمة في الثورة والحزب الديمقراطي الكوردستاني، والكورد في بغداد، والكورد الفيلية بشكل عام موالين لخدمة حركته التحررية تشهد تاريخ يوم إعلان الإتفاق الحادي عشر من آذار عام 1970 التاريخي، بين الحركة الكوردية وحكومة بغداد، حيث ملأت شوارع بغداد بعشرات الآلاف معظمهم من الكورد الفيليين، لتائيدهم للثورة والاتفاق مع القائد القومي الراحل مصطفى بارزاني، كانت تلك المظاهرة بمثابة مفاجأة لحكومة بغداد.
وبعد وفاة البارزاني الخالد في عام ١٩٧٩خيم الحزن على الكورد الفيليين في بغداد ومناطق خانقين وبدرة وجصان، كان هذا الولاء لقائدهم الوطني، لأن حب الكورد الفيليين للبارزاني لا حدود له، وهذا الحزن على وفاة بارزاني من قبل أهالي باب الشيخ والشورجة وجميلة وعكد الأكراد، كان واضحا في عيون البغداديين في ذلك الزمن الصعب .
كان للتجار الكورد الفيليين دور مهم في مساعدة الناس دون تمييز أو شيء من هذا القبيل، كان النظام في بغداد دائمًا يبحث عنهم ويراقب تحركاتهم، وكان يعذبهم بوحشية وتحت ذرائع بأعذار كاذبة من أجل التخلص منهم وترحيلهم إلى إيران في ظروف غامضة وصعبة، حيث كانت العائلات في ظروف لا تحسد عليها على الحدود ومشردة.
نعم كان النظام البعثي الصدامي المقبور قاسياً معهم وأن حقدهم الدفين على الكورد الفيلية، وعلى الكورد عمومًا، كان ناتجا عنصريا من قبل البعث الصدامي، بدأ نظام العفلقي في بغداد بعد حملات الأنفال عمومًا، واستخدام جميع الأساليب والوسائل لإبادة الشعب الكوردي، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيماوية وشن الهجمات بالغاز ضد المدنيين العزل، في حلبجة ومناطق أخرى في كوردستان.
الأمر المؤلم والمؤسف حتى الآن هو أننا نرى انتهاكًا بحق الكورد الفيليين حيث قلة الاهتمام بأوضاع واستعادة حقوقهم المغتصبة في الماضي.
سيبقى الكورد الفيليين شريحة مهمة وفاعلة من المجتمع الكوردي، وولائهم لقوميتهم خير دليل على حبهم للکورد و کوردستان.
*عضو مؤسسة زانست زاگروس الثقافي