ارتفاع كبير بسعر الرز العنبر ومخاوف من انقراضه في العراق

بغداد – التآخي

أبدت مديرية زراعة محافظة النجف، مخاوفها من عدم قدرة الفلاحين والمزارعين من زراعة محصول الرز العنبر، مشيرة الى ان هذا النوع يعد من الانواع المميزة وذات النكهة الخاصة المرغوبة عالمياً.

يعد العراقيون من أكثر شعوب المنطقة استهلاكاً للرز، بأكثر من مليون و600 ألف طن سنوياً، وفقاً لتقديرات مسؤولين في وزارة التجارة أكدوا أن العراق لا ينتج أكثر من ربع هذه الكمية والبقية تستورد من دول عدة.

وقال مدير زراعة النجف منعم الفتلاوي لشبكة رووداو الاعلامية، ان “المساحة التي تزرع بالشلب (الرز) من نوع العنبر في محافظة النجف 218 الف دونم سنوياً، وذلك كخطة زراعية معتمدة في الغالب”، مستدركاً أنه “وبسبب شح المياه في المحافظة، وفي البلاد بشكل عام، تم زراعة 6500 دونم من هذا المحصول فقط”.

وأوضح منعم الفتلاوي ان “المحاولات مستمرة للحفاظ على زراعة الرز العنبر، لكون المحصول من المحاصيل العالمية”، مبيناً أن “كمية انتاج الرز العنبر انخفضت الى مستويات متدنية، بعد ان كانت محافظة النجف تنتج 142 الف طن سنوياً”.

يعد رز العنبر أو “تمن” العنبر أو الشلب هو أحد أفضل وأكثر أنواع الرز إنتاجاً في العراق، بسبب شدة بياضه ورائحته المميزة ونسبة البروتين العالية وكبر حجم البذرة.

فلاح عراقي

مدير زراعة النجف، اشار الى ان “الفلاحين والمزارعين والناس متخوفون من شح المياه الحاصل في البلاد، ولحد الان لم تحدد كمية الاراضي ضمن الخطة الزراعية الجديدة، نظراً لعدم معرفة كمية الخزين المائي التي من شأنها تحديد المساحات المرزوعة بهذا المحصول”.

منعم الفتلاوي، ذكر انه “من المقرر ان تبدأ عملية زراعة محصول الشلب نهاية شهر حزيران المقبل”.

يستمر نمو رز العنبر لمدة خمسة أو ستة أشهر، حيث يكون موسم الحصاد في الخريف تقريباً.

واعتاد الفلاحون والمزارعون العراقيون زراعة رز العنبر في النجف والديوانية وبابل وذي قار.

أما بخصوص سعر مادة رز العنبر في محافظة النجف حالياً، قال منعم الفتلاوي ان “الدولة كانت تشتري الرز العنبر من الفلاحين والمزارعين بسعر 900 الف للطن الواحد، لكنه الان وصل الى نحو مليونين للطن الواحد، ما يشكل فارقاً كبيراً لدى المواطنين الذين اعتادوا الى شراءه بأسعار معقولة”.

وعلى الرغم من اجتياح السوق العراقية أصناف كثيرة ومتنوعة من الرز خلال السنوات الماضية ومن مناشئ عدة، إلا أن رز العنبر العراقي المعروف برائحته المميزة لا يزال المطلوب الأول على موائد العراقيين، حتى مع توجه وزارة الزراعة إلى تقليل مساحات الأراضي المزروعة منه، بفعل أزمة المياه وتراجع مستويات نهري دجلة والفرات.

لا يقتصر إعداد رز العنبر العراقي على طريقة واحدة ولا على وجبة طعام واحدة، إذ يمكن تناوله على العشاء والغداء أو حتى الفطور، عبر الحساء الشهير المعروف في العراق بـ”شوربة التمّن”.

يمكن طهي العنبر العراقي بالطريقة العادية التي تعرف محلياً بـ”البزل” أو بالتبخير أو التنقيع، كما يدخل كعنصر رئيس في إعداد وجبة الدولمة الشهيرة، وكذلك كبة الموصل وكبة السراي وكبة النجف، وهي من أشهر الأكلات الشعبية في العراق القائمة على هذا النوع من الرز.