انوار عبدالكاظم الربيعي
تتقدم الدراما في العراق عندما يصبح الفن ثقافة ضرورية، ويصبح الفنان إنسانا محترما في مجتمعه، عندما يصبح الفن ضرورةً لا ترفاً، ويصبح الفنان سفير بلده يعكس ثقافته، وليس مجرد واجهة مناسباتية، من ضمن تجهيزات المواسم والاحتفالات، عندما يتم التعامل مع الفن بجديّة، وتوكل مهمة الفن لذوي الاختصاص والمبدعين الحقيقيين، لا الهواة والمهرجين القادمين من قنوات اليوتيوب.
بعد ما كتبت تلك المقدمة نندرج بعرض مسلسل ممكن ان اصنفة وفق المسلسلات التي تذكر حقبة تاريخية مريرية من تاريخ العراق المعاصر الذي اشبعنا فيها قهرا وخوفا وحيفا والان ذكراه مرة الى حد توقف النفس في تلك الفترة برزت على السطح دول شتى وجنسيات اربكت الوضع واسقطت
الموصل وبات العراق عامة في خطر واحترقت ثلاث سنوات من عمرنا بحرب غير متوقعة لنا نمنا ليلا واستيقظنا صباحا على سقوط الموصل انا شخصيا يدمرني مجرد موضوع الذكرى الا انه يجب ويجب ان تكون ذكرى هذه الحرب مكررة لسبب هو الاجيال المتعاقبة من حقها ان تعرف كيف وكيف وكيف انتهت المعاناة…
كتب الكاتب المصري مجدي صابر سناريوا المسلسل بالاتفاق مع شركة بلا حدود ومديرها قيس الرضواني فاتفقا ان يتم كتابة هذا السينارسيت الذي يعتبر جيد الى حد ما ولم اقل مثالي لان الاحداث والقصص التي حدثت ممكن ان تكون مسلسل لمدة 365 حلقة في 3 لتنتج لنا سنوات القهر…
اسند الاخراج الى المخرج ناجي طعمي والمساعد احمد فهد الاسدي.. وهنا بدأ التصوير بين الموصل وكوردستان وبدات الرحلة….. الممثلين العرب ادوا الادوار وتفوق باسم ياخور بكونه حكواتي لتوضيح الامور المتعاقبة وكونة ادى الدور بحرفية وان باسم ياخور لا يختلف علية اثنين وبدات رحلة المشاهدة ولم يترك المؤلف والمخرج كل الاحداث وتأديتها الا انها باختصار وكان دور الموسسة العسكرية كبير جدا وهذا لا يخفى على شخص ووضح المؤلف في حواراته دور القوى الخارجية في التآمر على البلد اما الحلقة الرابعة التي ذكر بها فتوى الجهاد الكفائي كانت حلقة تعيدك لكل لحظة وثانية ودقيقة لوقت عصيب ولشهداء ارتقوا في عليين من جيش وجهاز مكافحة الارهاب ومن حشد تطوع للتحرير…
المسلسل كما حكى لي الصديق احمد فهد الأسدي بانه متعب جدا وفيها اجهاد اكبر كون الممثلين فيه صعب عليهم اللهجة العراقية فدربهم احمد في تحوير اللغة وجعلهم ينطقون اللهجة العراقية البيضاء لكي يفهم المحيط ثقافة بلد عامة آنذاك في تلك الفترة ويقول لي ايضا بان وزارة الدفاع المتمثلة بوزيرها مشكورا قد زودوهم بالذخيرة الحية……
الرمزية كانت حاضرة في كل المشاهد كون القصة حقيقة وهذا ليس ضرب من الخيال بل واقع وهنا الواقع مر سالت احمد……. لما لم يتم ذكر شخوص وابطال كانت اسمائهم بمثابة ايقونات التحرير من الشهداء
قال…. كيلا يظلم شخص لان الشهداء كثر والذكر للانسان عمر ثان ولا نريد ان ننسى احد فنسلب عمره ثانية….
الموسيقي التصويرية كانت تناغم منلوج النفس الداخلية اختيرت باحترافية لتنتزع منك انفاسك وتناغم حزنك…. الجرس الذي يرن كتنبيه غاية في الاهمية خطر كان من ضمن الزوايا الحية للمسلسل وايضا التصوير كان بكاميرات ثلاثية الابعاد واعطى المشهد حقه…….
كل الفنانين لحد الان اجادوا الادوار
بدات بباسم وانهي المقال بالممثل طارق لطفي الذي اجاد الدور لغة وتمثيلا وحركة وانفعالا ……
لم يكمل العمل للان وذكر لي استاذ احمد اهم ما قص في المسلسل الارهاب الذي طال الايزيديين والمسيح والشيعة والسنة وكل طوائف المجتمع وهذه حقيقة اقترنت بحياتنا……
الذي يحدث أنه يجب ان ننظر للفن كمهنة ضرورية، توثق كل الاحداث
وهذة رسالة انسانية….