المهندس
حسنين الساعدي
نظام سانت ليغو نظرية رياضية تستخدم لحساب الاصوات الانتخابية حيث تم اقتراحه واستخدمه لأول مرة في السويد عام 1910 وذلك للتقليل من العيوب الناتجة من عدم التماثل بين عدد الاصوات المعبر عنها وعدد المقاعد المتحصل عليها وقد تم تطبيقها لأول مرة في انتخابات النرويج والسويد عام 1951 وعرفت بنظام سانت ليغو المعدل وهذا يحتم علينا أن نطلق عليه بالعراقي بنظام (سانت ليغو المعدل العراقي ).
حسب هذه الطريقة الحسابية فممكن ان يكون العراق كدائرة انتخابية واحدة مثل انتخابات ٢٠٠٦ او جعل المحافظة كلها دائرة انتخابية واحدة كما في انتخابات ٢٠١٠.
طريقة تنفيذ وعمل هذا النظام الحسابي لحساب الاصوات الانتخابية بسانت ليغو المعدل العراقي حيث يحدد قانون الانتخابات النسب المعتمده للعمل كأن تكون 1.9 و 3 و5 و7 وهكذا.
وعلى سبيل المثال ان خمسة احزاب اوجهات سياسية متنافسة وهي آ ،ب،ج،د، ه في دائرة انتخابية يتنافسون لشغل 12 مقعدا بالدائرة ولنفترض في تلك الوحده الانتخابيه تم التصويت من قبل 300000 ناخب وشخص وجاءت النتائج كالاتي:
آ. 120000 صوت
ب. 80000 صوت
ج. 40000 صوت
د. 30000 صوت
ه. 20000 صوت
اذن فتوزيع المقاعد حسب نتائج القيمه لأعلى 12 نتيجة وان تقسيم عدد الاصوات الكلية البالغ
300000 على عدد 12 مقعد فيكون سعر المقعد (25000 ) صوت وبذلك تحصل الكتل السياسية المتنافسة على مقاعدها وكما يلي :
آ. 4.8 مقعد حب نظام سانت ليغو بدلا من 4
ب. 3.6 مقعد بدلا من4
ج. ١.6 مقعد. بدلا من 2
د. 1.2 مقعد بدلا من ١
ه. 0 بدلا من ١
مساؤى هذه الطريقة لحساب الاصوات الانتخابية تتمثل في ما يلي :
١_ ان الاحزاب والكتل السياسية الصغيرة ستخسر اصواتها التي تبلغ حد العتبة لصالح الكتل والاحزاب الكبيرة .
٢_ أن الاصوات الإضافية التي لا يمكن ان تقسم على 25000 يتم جمعها وفق هذا النظام وتقسيمها على الاحزاب الكبيرة الفائزة بأعلى المقاعد.
٣_ ان تطبيق نظام سانت ليغو يجعل المقاعد تتوزع على جهات سياسية متعددة وكثيرة ولن تتحقق اي اغلبية ساحقة ومريحة لأي حزب او كتلة مشاركة ولن يمكن اي من هذه الكتل السياسية الفائزة من تشكيل الحكومة المحلية او الحكومة الاتحادية بعكس نظام الدوائر المتعددة والمراكز الصغيرة والترشيحات المنفرده فقد يحصل الحزب آ. على معظم المقاعد وبذلك بامكانه الحصول على اغلبية نيابية لتشكيل الحكومة كما في انتخابات ٢٠٢١.
٤_ ان نظام سانت ليغو لا يعبر عن الحالة الانتخابية الحقيقية فعلى سبيل المثال ان دائرة صغيرة ب 100000 ناخب وسبعة مرشحين يفوز الذي يحصل على 30000 صوت وتذهب باقي اصوات المرشحين الستة التي حصلوا عليها الاخرين الذين احرزوا اصواتا اقل لكل منهم بدون فائدة تذكر لهؤلاء المرشحين.
٥_ تساعد طريقة حساب الاصوات وفق سانت ليغو المعدل على تكريس المحاصصة وتقسيم السلطة بطريقة الغنائم ويكرس عملية صعوبة تشكيل الحكومه المزمن في العراق لاشهر طويلة بعد العملية الانتخابية.
٦_ ستكسب الاحزاب الكبيره اصوات المرشحين المستقلين المنفردين وحتى لو حققوا نوعا ما الفوز فسيكون الفوز محدود وباقي فائدة فائض الاصوات للكتل المتصدرة.
٧_ أن طريقة سانت ليغو المعدل ستسمح للاحزاب الكبيرة بأشراك وزج عدد كبير من المرشحين ضمن القائمة الواحدة ( نظام السلة ) لجمع اصوات اكثر تصب في صالح قائمة الحزب والحصول على مجموع اصوات ذلك العدد لصالح الحزب وهذا ما لا يستطيع فعله المرشحين الافراد والمستقلين ضمن الترشيح الفردي.
٨ _ مساوئ هذا النظام ان الاصوات فيه تكون لصالح قيادة ومسؤول الحزب وبذلك تتمكن قيادة الاحزاب من اختيار الاشخاص المقربين منهم وحسب اختيار رئيس الكتلة والحزب نفسه لشغل المقعد النيابي او عضوية مجالس المحافظات وبذلك تكون مرجعية النائب والفائز هو رئيس الحزب الذي وهبه المقعد فقط.
٩_ أن أستخدام طريقة سانت ليغو لحساب الاصوات الانتخابية تعتبر خطوة التفاف من الاحزاب الكبيره على ارادة الناخبين الحقيقية واختياراتهم طريقة للالتفاف حول اصوات الناخبين الحقيقيين حيث ممكن ان يعطي الناخب صوته لمرشح مستقل او لقائمة صغيرة ويخسر هذا المرشح والقائمة الصغيرة لتذهب اصوات ناخبيهم من الاصوات الفائضة إلى سلة الكتلة السياسية الكبيرة والحزب الكبير فيقود لفوز وصعود مرشح خاسر اصلا من القائمة الكبيرة ربما حاصل على ٢٠٠ صوت او ٤٠٠ صوت فقط .
١٠_ استخدام طريقة سانت ليغو قد يسبب غياب ممثلي قرى ونواحي ومناطق عديدة عن مجالس المحافظات او مجلس النواب بأعتبار ان رئيس الكتلة هو من يتحكم بتريب المرشحين داخل قائمته ويرتب تسلسل الاصوات المرسلة اليهم.
مما عرضته اعلاه احب ان اذكر القارئ ان العملية الانتخابية للعام ٢٠١٠ انتجت عن فوز ١٧ مرشح فقط لعضوية مجلس النواب بأحقية اصواتهم بينما باقي اعضاء مجلس النواب الباقين هم صعدوا لمساعد البرلمان حسب الاصوات التي دخلت لسلة الاحزاب الكبيره من تطبيق طريقة سانت ليغو المعدل العراقي لحساب الاصوات الانتخابية.
ان بعض الاحزاب السياسية المسيطرة على العملية السياسية تحاول فرض طريقة سانت ليغو المعدل ليس لهدف وطني عقلائي بل لأستبعاد اي مرشح مستقل قد يحتاجون لصوته في عملية صراعهم لكسب رئاسة الوزراء حيث سيعانون من شروطه او ربما طريقة ابتزازه لهم بشتى الطرق لمنحهم صوته.
يبقى نظام الدوائر المتعددة والترشيح الفردي المباشر هو أحد اهم طرق التصويت الانتخابي التي تعبر عن ضمير الناخبين وضمان عدم تحكم الدكتاتوريات الحزبية بأسماء المرشحين الفائزين وتعطي تمثيل حقيقي لجميع مدن وقرى واقضية ومفاصل محافظات العراق بل حتى النائب او الفائز المستقيل والمنسحب او الذي يتوفى يمكن تعويضه من نفس دائرته الانتخابية بالخاسر الاعلى بعيدا عن سيطرة قرار قادة الاحزاب.