مهند محمود شوقي
تمر علينا اليوم ذكرى ولادة الزعيم الخالد الملا مصطفى بارزاني … تلك الشخصية العظيمة الصفات بكل ما فيها حيث الزعامة والطيب والزهد والإصرار والعزيمة واللارضوخ والأساس بكل مافيها كان قضية شعب صوب المصير كحال بقية الأمم و الشعوب … حقق الزعيم مصطفى بارزاني امنيات شعب عانى ماعاناه من قتل وغدر وتشريد وظلم لم يعرف حتى الآن أسبابه أو دوافعه تجاه أبناء الجبل وعلى مر التاريخ … ليحول ذلك المسار شخص الزعيم إلى حقيقة عنوانها كوردستان بأعتراف كل الأمم واحترام كل الشعوب لتأريخ هذا البطل الخالد الذي نشأ ونشأت معه قضية شعبه منذ طفولته فصباه …ابو القضية الكوردية والزعيم الخالد هذا هو لقبه وهكذا حفر التأريخ نضاله ليكون خالدا في قلوب العالم والشعب الكوردستاني واليكم نبذة عن حياة الزعيم الخالد الملا مصطفى بارزاني.
ولادته ونشأته…
ولد مصطفى بن محمد بن عبد السلام البارزاني في 14 آذار 1903 بمنطقة بارزان التي تقع على بعد 25 كيلومترا شمال شرق مدينة عقرة التابعة لمحافظة دهوك قرب أعالي نهر الزاب الكبير.
لم تمض سنوات طويلة على ولادة البارزاني حتى علم بقصة إعدام الدولة العثمانية لشقيقه الأكبر الشيخ عبد السلام في الموصل على إثر تمرده على العثمانيين.
وبعد ذلك قامت السلطات العراقية بأعتقال البارزاني ووالدته وهو في سن صغيرة في سجن بمدينة الموصل وبعد إطلاق سراحه وسراح والدته تتلمذ على يد أحد المشايخ إذ درس القرآن الكريم والحديث النبوي والعقيدة والشريعة والفقه بعدها أكمل دراسته الدينية في مدينة السليمانية.
ومنذ صباه كان الزعيم الخالد شجاعا ذكيا وقد أحسن القنص والصيد منذ نشأته كما أنه انغمس مبكرا في القضية الكردية وكرّس حياته لها من خلال نشأته مع أخيه وترؤسه للمباحثات مع الدولة العراقية إبان الاحتلال البريطاني للعراق.
العمل السياسي….
اتجه الملا مصطفى بارزاني للعمل السياسي والعسكري وكان من المعجبين بقيادة الشيخ محمود الحفيد البرزنجي في مدينة السليمانية ضد الاحتلال البريطاني بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى واحتلال الإنجليز للسليمانية والموصل عامي 1918 و1919.
في عام 1931 قام البارزاني بأول عمل سياسي له عندما أرسله أخوه محمد ممثلا عنه للتفاوض مع القوات العراقية والبريطانية وبعدما أخفق الحوار قاد البارزاني قوة من المقاتلين للدفاع عن محور “ميركه سور شيروان” ضد قوة عسكرية عراقية كان من ضمنها الضابط بكر صدقي الذي قاد أول انقلاب بالعراق عام 1936 و نتيجة لذلك الهجوم اتخذت الإدارة البريطانية حينها قرارا بمهاجمة مقر أحمد البارزاني وأخيه مصطفى، ثم انتهت العملية العسكرية بعد 5 أشهر بخسارتهما، مما اضطره الرحيل إلى تركيا في 22 حزيران 1932 وفي عام 1934 عاد البارزاني وأخوه للعراق بعد عفو الدولة عنهما، إلا أنهما نُفيا إلى جنوب العراق واستمر في المنفى قرابة 10 سنوات، بعدها نقلتهم الحكومة إلى مدينة السليمانية وفي عام 1939 انخرط البارزاني في العمل مع تنظيم سري في السليمانية عُرف بـ”هيوا” أو “الأمل”، إلا أن حرب الدولة العراقية ضد التنظيم اضطره لمغادرة السليمانية في تموز 1943 ليعود إلى منطقته الأصل في بارزان في السنة ذاتها.
ونتيجة لشجاعة البارزاني فقد تم اختياره من قبل السياسي الكردي قاضي محمد وزيرا للدفاع في جمهورية كوردستان بمهاباد في إيران عام 1946 والتي لم تمكث طويلا بفعل قضاء شاه إيران عليها خلال عام واحد .
كانت من أبرز محطات البارزاني السياسية تأسيسه في 16 آب 1946 الحزب الديمقراطي الكوردستاني، حيث انتخب رئيسا له حتى وفاته، وتولى بعد ذلك قيادة الحزب ابنه الرئيس مسعود البارزاني لتستمر المحطات السياسية التي مر بها الملا مصطفى بارزاني في حياته والتي كان أهمها دوره بوصفه رئيسا لأركان الجيش بجمهورية مهاباد في إيران، ثم ذهابه إلى الاتحاد السوفييتي مشيا على الأقدام بمسيرة استمرت مايقارب ال 50 يوما في عام 1947، حيث بقي هناك حتى عام 1958 عندما عاد للعراق بعد ثورة 14 يوليو/تموز 1958 بعد الانقلاب على الملكية في العراق …
البارزاني ودعواته الدائمة للسلام
كان الملا مصطفى بارزاني يبحث عن السلام مع الحكومات العراقية لإدراكه مدى حاجة الكورد والشعب العراقي لوقف القتال الدموي، إلا أن سياسة الحكومات العراقية آنذاك أفشلت الاتفاق مع البارزاني، وهو ما أدى لعودة القتال عام 1974…. غادر الملا مصطفى بارزاني العراق متوجها إلى إيران بعد اتفاقية الجزائر بين البلدين عام 1975 والتي على أساسها تخلت إيران عن دعم كورد العراق ثم و بسبب مرضه بسرطان الرئة سافر إلى الولايات المتحدة ومكث فيها 4 سنوات حتى وافاه الاجل في 1 آذار 1979 .