التآخي- ناهي العامري
أقام منتدى بيتنا الثقافي محاضرة للفنان وعد عدنان بعنوان (جماليات العرض البصري والتقني لفن البانوراما).
سلط المحاضر في بداية محاضرته الضوء على نشأة وتأسيس البانوراما وقال: مصطلح البانوراما ذات أصل اغريقي، ومعناه من مقطعين (طل- مشهد)، اكتشف هذا المصطلح في نهاية القرن الثاني عشر على يد الفنان الايرلندي روبرت باركر عندما رسم لوحة لمدينة أدنبرة.
واضاف عدنان، ان سعي الانسان لتطوير محيطه الخارجي كان سبباً رئيسيا في ظهور واحد من اكثر انواع الفنون الشعبية إنتشارا، وهو فن البانوراما، الذي يعكس صورة خاصة تمثل حياة الشعوب التاريخية والطبيعية التي يرتبط بها الانسان ارتباطا وثيقا منذ نشأة البشرية.
وعرج عدنان الى ابرز فناني اوربا الذين اشتهروا بهذا الفن قائلا: برز في اوربا الغربية الرسام (روبرت باركر ١٧٣٩ – ١٨٠٦)، كان يتنزه على جبل كلينتون على مشارف مدينة أدنبرة، حينما فكر برسم لوحة ثلاثية الابعاد، مستخدما اطار على شكل ملفوف على سطح ثابت، واول صورة تظهر للعالم تكون بهيئة دائرية (منظر لمدينة ادنبرة ١٧٨٨)، توصف البانوراما بأنها لوحة على شكل شريط من الاطار الداخلي ذات صورة تمثل محاكاة للمفردات والاحداث، وجزء واقعي امامي من خصائص فن البانوراما يكون مصمم في الاعتماد على الاضاءة الاصطناعية، وعادة ما تكون هذه الاضاءة موضوعة في مكان خاص محدد لها في قاعة دائرية، محيط البانوراما اكثر من ١٠٠م ويبلغ قطرها عشرات الامتار، والعمل البانورامي تتشكل وتتألف فيه العناصر والاشكال مع معطيات الاحداث في آن واحد.
ثم انتقل وعد الى فترة السبعينات والثمانينات من القرن العشرين، وقال عنها انها اتسمت بزيادة الاهتمام بفن البانوراما، حيث تميزت بالبحوث الابداعية من قبل الفنانين، الذين تطرقوا لمختلف البانورامات الموجودة وتطورها من الناحية الفنية، على سبيل المثال (مشهد وصف استراليا) ل . خ . كوت عام ١٩٧٥، وحرب الفلاحين في القرن التاسع عشر، ف . ثيوبك ١٩٨٩ مدينة باد فرانكلين خازون المانيا.
ومن بين اهم الاعمال العالمية لفن البانوراما، تحدث وعد عن بانوراما(الدفاع عن سيباستابيول سنة ١٨٥٤م – ١٨٥٥م) وقال ان هذا العمل لا يعد في اوكرانيا عملا فنيا فحسب ، إنما نصبا تذكاريا، يصور المقاومة التي ابداها الشعب في الدفاع عن وطنه، طيلة احدى عشر شهرا من المقاومة، رغم التفوق العددي للقوات المهاجمة التي حاصرت سيباستابيول، وان الشهرة التاريخية لبانوراما سيباستابيول تعود الى سمعة الفنان فرانس الكساندروفيج روبرو، باستخدامه اساليب متنوعة لانشاء بانوراما واقعية لتخليد فكرة الشجاعة في لحظات الدفاع عن المدينة، حيث كان يملك مهارة فنية كبيرة جدا، تجلى ذلك خلال نقله الاحداث بمساحة عرض كبيرة، والمناظر الطبيعية وقدرته على نقل الحركة والحياة الى اللوحة.
بدأ الفنان عمله بعد اطلاعه على المواد الارشيفية والتاريخية، حيث وصل في ١٥ أكتوبر عام ١٩٠١ الى سيباستابيول من اجل الاطلاع على المدينة والوقوف عليها، فقد ادرك الفنان أهمية الاطلاع على ارض المعركة، كما ادت المقابلات التي اجراها الفنان مع المشاركين في الحرب وشهود الاعيان الى خلق خيال واسع للفنان في تصوير المعركة ، فقد فهم الموضوع بانه ملحمة شعبية وواحدة من اهم الصفات العسكرية البطولية في روسيا.