شذرات الأدب من خلف القضبان

اعداد شهد الجابري

يطلق مصطلح أدب السجون على الأعمال الأدبية التي تصوّر الحياة خلف القضبان والظلم الذي يتعرّض له السجناء، من خلال توثيق الكاتب ليومياته وتجاربه البشعة داخل السجن. في هذه المقالة ستجد مجموعة متنوعة من الكتب والروايات التي تنتمي إلى هذه الأدب.

من خلف قضبان السجون ، هربت كلمات أولئك الذين كممت أفواههم حتى لا يبقى لهم أثر في هذا العالم ، ولم يعلموا بأن أصحاب الكلمات لا يموتون .

دعونا نسلط الضوء من خلال هذا المقال الموجز عن هذا الأدب الغير حديث بل تمتد جذوره إلى الأدب العربي القديم ، وقصائد الشعراء التي نظموها أثناء وقوعهم في الأسر خير دليل على ذلك .

ماذا يقصد بأدب السجون ؟

هو نوع أدبي يُكتب عندما يكون مؤلفه محتجزاً في مكان ضد إرادته، مثل السجن، أو أن يكون محتجزاً تحت الإقامة الجبرية .

قد تدور أدبيات السجون حول السجن، لأحداث إما رويت للأديب، أو شهدها أثناء وجوده في السجن، وقد تكون مذكرات لسجين، أو أعمال روائية أو محض خيال ، من قبل الكاتب . ولكن أغلب ما كتب في هذا لون من الأدب كان عن تجارب مرت بهم ومعانات دفعتهم لتمسك برجاحة العقل من خلال الكتابة واطلاق زفرات تلك الأرواح الأسيرة على صفحات الكتب لعلها تحلق بعيداً وهي تحمل حرية أصحابها أولئك القابعين في ظلمات وخلف الجدران الرطبة .

بماذا يتميز أدب السجن عن غيره من الأعمال الأدبية :

لكل عمل أدبي مميزاته الخاصة نذكر منها :

1- العاطفة :
صدق العاطفة هو أول العوامل المميزة لكل عمل أدبي ، وعند النظر والاطلاع على الأعمال الأدبية المصنفة ضمن أدب السجون ، سنجد أن العاطفة طاغية على النصوص وسبب ذلك لكونه يعبر عن تجربة شخصية مر بها الأديب أو تعايش مع الأفراد الذين عانوا من تلك التجربة الأليمة ، وفي النهاية يخرج لنا النص مفعم بالمشاعر المتداخلة العميقة .

2- العمق والبساطة :
تجربة الحبس ، تجربة تغير مكونات الشخص وتغير طريقة تفكيره ومشاعره نتيجة لذلك تكون فكرة عميقة يعبر عنها بلغة بسيطة ، يسيرة الفهم وذلك قمة الإبداع التعبير ، هي التعبير عن فكرة عميقة بطريقة ولغة سهلة بسيطة .

3- تسجيل التاريخ :
بغض النظر عن كونه جنس أدبي ، إلا أنه يسجل فترة زمنية معينة ويخلد الأوضاع السياسية التي مر بها الأديب وكان نتيجتها الحبس ، الكثير من الأدباء الذين عانوا من السلطة كان سلاحهم القلم والورقة بوجه تلك السلطة .

نذكر مجموعة من الأعمال البارزة في هذا المجال وأدبنا العربي غني بهذا اللون من الأدب بجميع أنواعه ، قصة ، رواية ، شعر ، ومقالة.

من أوائل الكتب التي يمكن إدراجها ضمن مظلة أدب السجون

1-رواية قافلة الإعدام …. للكاتب بهروز قمري

( . يتحدّث الكتاب عن المرحلة التي تلت الثورة الإيرانية عام 1979، فينسج قصّة من حكايات الشخصيات التي تتشارك حجرة المحكومين بالإعدام المزدحمة في سجن إيفين السيئ السمعة في طهران.يحكي «أكبر»، بصراحته المذهلة وطرافته اللاذعة، القصة التي تأخذ القارئ إلى ما وراء الصراعات السياسية المجرّدة، إلى تاريخ بديل مفعم بالحياة كتبه الخاسرون. )

2- رواية شرق المتوسط
للكاتب عبد الرحمن منيف.

( نُشرت رواية “شرق المتوسط” في السبعينيات، وتناول فيها الكاتب السعودي الأثر النفسي لتجربة السجن السياسي من خلال حكاية رجب إسماعيل المحبوس في سجن لم يُحدَّد موقعه، لكننا نفهم من السياق أنه يقع في دولة عربية في “شرق المتوسط”، لتتسع المأساة شاملة كل سجون الشرق الأوسط تقريبا. )

3-رواية تلك العتمة الباهرة
للكاتب الطاهر بنجلون

(الرواية مُستلهَمة من التجربة الواقعية لعزيز بنبين، الذي اعتُقل لمدة عشرين عاما قضى منها ثمانية عشر عاما في سجن تزمامرت المغربي الواقع على ارتفاع 2000 متر فوق منحدرات جبال أطلس، بعد اتهامه وزملائه بمحاولة الانقلاب على الملك الحسن الثاني عام 1971.)

4- رواية القوقعة
للكاتب مصطفى خليفة

( الرواية تدور حول شاب درس السينما في فرنسا، وحين قرَّر العودة إلى وطنه اعتُقِل في المطار ليقضى ثلاثة عشر عاما من عمره في سجن تدمر الصحراوي الذي اشتهر بفداحة وسائل التعذيب خلف جدرانه ) .

رأي الكاتبة :
مهما اختلف العصر، واندثرت العادات والتقاليد ، وظهرت غيرها وتوالت الأزمنة وتغيرت السلطات يبقى الأدب هو الشيء الوحيد الخالد ، هو التراث الذي توارثهُ الأجيال بخيره وشره ،الأدب هو المرآة التي تعكس لنا قبح وجمال كل حقبة مر بها وخلدها الأدباء ولو على حساب أنفسهم وسلامتهم الكلمة تبقى وأن اندثر أصحابها .

قد يعجبك ايضا