الموارد المائية : لم تردنا اطلاقات من تركيا وسوريا .. خبراء اذا انهرت السدود ستجرف مدنا وقرى بأكملها

بغداد – التآخي

أفادت وزارة الموارد المائية الاتحادية بعدم ورود اطلاقات مائية جديدة من تركيا وسوريا، بعد الزلزال الاخير الذي ضرب البلدين.

وقال مدير عام الهيئة العامة لمشاريع الري والاستصلاح والمتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، لشبكة رووداو الاعلامية انه “لحد الان لم تصلنا اي اطلاقات مائية من تركيا وسوريا”، مبينا انه “يجب التأكد من الرصد لاعطاء موقف بهذا الصدد”.

يشار الى ان بعض الخبراء توقعوا ان تقوم تركيا بأطلاق  كميات من المياه من سد اليسو، بعد الزلزال المدمر الاخير، خوفا من حدوث انشقاقات في السد بسبب كميات المياه الكبيرة فيه.

وأوضح خالد شمال ان “الوضع المائي في العراق، وبعد ثلاث سنوات جفاف مستمرة، بات قلقاً”، مؤكداً أن “اجراءات الوزارة مستمرة وفاعلة في استثمار الامطار الساقطة منذ نحو شهر ونصف، واوقفنا استنزاف الخزين المائي في البلاد”.

وأعرب المتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال عن الأمل في أن “يتحسن الوضع المائي من خلال اطلاقات مائية جديدة من تركيا وسوريا، وان تكون معدلات الامطار وذوبان الثلوج بنسبة جيدة في العراق”.

بشأن تأثير الزلزال الاخير على السدود في تركيا وسوريا، اشار خالد شمال الى ان “الجانبين التركي والسوري طمأنونا على وضع سدودهم بعد الزلزال الاخير، وفي حال ورود كميات من المياه فنحن مستعدون لها عبر ملئ خزيننا”.

وقال مدير عام الهيأة العامة لمشاريع الري والاستصلاح والمتحدث الرسمي باسم وزارة الموارد المائية خالد شمال، لشبكة رووداو الاعلامية ان “خزين وايرادات سد الموصل مرتبط بالايرادات القادمة من تركيا”، مبيناً أن “الايرادات في الاونة الاخيرة متدنية جداً ودون المعدل الطبيعي بنسب كبيرة جداً”.

يذكر ان سد الموصل يبعد حوالي 50 كم شمال مدينة الموصل في محافظة نينوى على مجرى نهر دجلة. افتتح عام 1986، ويبلغ طوله 3.2 كيلومتراً وارتفاعه 131 متراً.

يعدّ العراق، الغني بالموارد النفطية، من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم، وفق الأمم المتحدّة، خصوصاً بسبب تزايد الجفاف.

وتراسل الحكومة العراقية باستمرار كلاّ من طهران وأنقرة للمطالبة بزيادة الحصّة المائية للعراق من نهري دجلة والفرات، الا ان هاتين الدولتين لم تستجيبا لطلبات العراق المتكررة بهذا الصدد.

الخبير الأردني وأستاذ الجيولوجيا في الجامعة الهاشمية، أحمد ملاعبة كشف مؤخراً أن للسدود التي بنتها تركيا على حساب سوريا والعراق دور جيولوجي في الزلزال الكبير الذي وقع فجر الاثنين الماضي في جنوبي تركيا وشمالي سوريا، وأنها وإن لم تكن السبب المباشر لكنها ساعدت في وقوع الزلزال من ناحية جيولوجية.

 

وأوضح أن هذه الكمية من المياه تؤثر على القشرة الأرضية وحتى على الأرض بالكامل، مبيناً أن هذه الكمية تعادل عشر أضعاف سد النهضة المنوي إقامته، أو المقام الآن في الحبشة.

تجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك انتقادات واتهامات لتركيا خلال السنوات الأخيرة بسبب لجوئها إلى قطع مياه نهري دجلة والفرات بصفة متكررة وقد بنت عدة سدود على النهرين، وهو ما يؤثر على حصص المياه القليلة التي تصل إلى كل من سوريا والعراق.

واعتبر خبراء، في وقت سابق، أن هذا يعتبر خرقاً للاتفاقيات الثنائية وأنه ناتج عن غياب المراقبة الدولية.

وكشف الباحث السوري، محمد رقية، في مقال نشر بوقت سابق، أن عدد السدود في تركيا وصل إلى 579 سداً، تم إنشاؤها لأغراض إمدادات المياه والري وتوليد الطاقة المائية والتحكم في المياه، ومعظم هذه السدود شيّدت من أنواع السدود الترابية.

وأقامت تركيا ضمن مشروع جنوب شرق الأناضول (الكاب) على نهري الفرات ودجلة 22 سداً، منها 14 سداً على نهر الفرات وأكبرها سد أتاتورك و8 سدود على نهر دجلة وأضخمها سد إليسو.

وكان رقية قد أشار، في مقالته، إلى أن تركيا تعتبر من أكثر الدول تعرضاً للزلازل في العالم، وأن السدود التركية الأناضولية تقع في مناطق نشاط زلزالي مخيف، إضافة إلى ذلك فإن تكوين عدد كبير من البحيرات الاصطناعية خلف السدود ستولد نشاطاً زلزالياً إضافياً بسبب تحميل القشرة الأرضية ما هو فوق طاقتها التحملية، وهذا يساعد ويفعّل نقاط الضعف والتصدعات في فوالق المنطقة وخاصة فالق الأناضول، الأمر الذي سوف يتسبب في حدوث زلازل قوية ذات تأثير إقليمي .

وحذر رقية، في مقاله، من أنه إذا انهار سد تركي أو أكثر من السدود العملاقة، فإن ذلك من شأنه إحداث دمار بمناطق شرق سوريا وغرب العراق، وأن الجدار المائي الطوفاني، كما يسميه الخبراء، سيصل إلى الخليج العربي جارفا معه مدنا وقرى كاملة.

 

قد يعجبك ايضا