اذا لم يكن الان فمتى ؟

مهند محمود شوقي

لعل تلك العبارة أجازت التاريخ بكل مفاصله وحقبه ومحنه التي تعرض لها الكورد والعراقيين بصورة عامة على إثر حكومات لم تنصف الشعب بحقوقه ولم تنصف الكورد من الشعب كقضية !!!

قالها الرئيس مسعود بارزاني في مؤتمر سبق الاستفتاء عام 2017 متسائلا عن حال العراق الجديد وما آل إليه الكورد بعد حكومات الدكتاتورية الى حكومات من المفترض ان تكون ديمقراطية !!!
وهنا اضيف لذات العبارة انطلاقا تساؤلات اليوم …

أين هي الشراكة من العراق الجديد ؟ وان كانت في أفضل تصنيف لها لم تتعدى كونها شراكة (ورقية) بدستور حكمته الأغلبية وفسرته الأغلبية واستخدمت ماتريده منه لأهدافها الحزبية كتفسير للكتلة الأكبر عندما يراد من الدستور تفسيرا وقانونا يجيز،
أو أن تركن حقوق الشعب الكوردي لأكثر من خمسين مادة دستورية من دون تفسير ولا تأويل ولا حتى انصاف حقوق ولو بقبول على اتفاق الامس الذي أسس عليه العراق الجديد !!!

أو ان تستبعد تلك الحكومات الكورد وقت ما تشاء ووقت ما تريد ؟ أو ان تستهدف شخوص وتسلبهم حقهم الديمقراطي من الترشيح كحال ما تعرض له هوشيار زيباري الوزير الانجح بتأريخ العراق الجديد وبلسان الجميع المختلفين والمتفقين على حد سواء … لم تكن تلك العبارة التي تحدث بها الرئيس مسعود بارزاني الا للتذكير بحقوق العراقيين ولحق الكورد من الجميع تذكيرا…

مالذي تغير حتى الآن بعد الانفال وحلبجة ! يعاد الحصار من جديد تحت يافطة الأحكام الجبرية ! تضرب الشراكة كل حين وتعلق الحقوق إلى أجل غير مسمى ! ليدفع شعبنا ثمن حصار الشركاء في دولة الديمقراطية!

يا لهذا التاريخ الطويل القديم المتجدد الطامح لضرب حقوق الكورد عند أي سلطة تعتلي حكم البلاد وعند أي شكل وتسمية اختلفت من حيث الفكرة ان كانت دكتاتورية إلى ديمقراطية وتشابهت من حيث المضمون مع الكورد وعبر التاريخ !

مالذي فعله الكورد لينالوا هذا الجزاء ؟ أولسنا شعب كباقي الشعوب وان غيرت ملامح خرائطنا الدول العظمى وقست علينا احكام السلطات العراقية في البلاد ! اوليست الحروف بلغتنا مازالت منقوشة على جبال الصبر والثورات الكوردية كل حين !.

ماهي الإمكانيات وكيف السبل للشراكة في حدود احترام الحقوق ؟

اذا كان المعترضون معنا بالأمس على ذات الجبال يصارعون الديكتاتورية وعند تسلمهم السلطة انقلبوا على حقوق شعبنا ؟ الم نكن معا في جبهات المقاومة والصبر إلى أن وصلنا لبناء عراق جديد بمفهوم من المفترض أن يكون جديد فلماذا اختلف الحال وعاد متشابها لذات الأحكام التي عصفت بالكورد قبل حين !

متى سينتهي هذا الفكر المغتصب للحقوق … الذي لايؤمن بالسلام وهو يراه اليوم في إقليم كوردستان حيث المسلمين والمسيحيين حيث الكورد والعرب والتركمان حيث الايزيدين والصابئة والكاكائيين والجميع بذات الحقوق بأرض السلام حيث إقليم كوردستان.

يخالجني شعور الندم من التاريخ الذي لم يرحمنا من التهجير أسوة بآلاف الكورد في اغلب حدود مدنهم المستلبة بلا ذنب والمركونة بلا هوية !!! … وبذات السؤال اعيد عبارة الرئيس اذا لم يكن الان فمتى ؟ سننصف كشعب له تأريخ ولغة وعلم وهوية وانفال وحلبجة ومآساة ماتزالت حتى الان بلا حقوق وماتزالت الاحكام على الكورد قسرية قسرية !

قد يعجبك ايضا