قراءة في كتاب (أحاديث فلاديمير بوتين)

التآخي – ناهي العامري

أقامت دار المأمون للترجمة والنشر ندوة بعنوان (قراءة في كتاب احاديث فلاديمير بوتين) الذي ترجمته من الروسية الى العربية، سوزان غالب مرتضى، التي تحدثت عن تجربتها بشكل مسهب في ترجمة منجزها، الصادر حديثا عن دار المامون.

حيث قدمت شرحا وافيا عن مضمون الكتاب الذي اكتسب أهمية كبيرة، كونه يتناول شخصية مثيرة للجدل وهو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي غير موازين القوى الدولية، لحظة اعلانه الحرب على مصالح حلف الناتو في اوكرانيا، ومن خلال الحوارات التي ترجمتها غالب، تكشف لنا، نوعا ما الغموض الذي يكتنف بوتين، وسر نظرته الحادة وملامحة القوية، ومن كلامه القليل وكلماته الموزونة الحذرة، يستطيع القارئ فك لغز هذه الشخصية التي اعادت لروسيا هيبتها، واقلقت هيمنة الولايات المتحدة.

وقد سلطت غالب الضوء على فصول الكتاب التي عدتها مفتاح لتتبع سيرة حياة بوتين السياسية، ففي فصل بوتين الابن، يكشف لنا ان جذوره العائلية كانت قريبة من أعلى سلطة في الاتحاد السوفياتي السابق، حيث يقول: ان معرفتي باقاربي من طرف والدي هي اكثر من معرفتي باقربائي من طرف والدتي، فقد ولد جدي لأبي في مدينة بطرسبورج وعمل طباخا، وقد دعي الى العمل كطباخ في مدينة غوركي حيث كان يعيش لينين، وعندما توفي لينين نقل جدي الى أحد دور استراحات ستالين، اذ عمل طويلا هناك.

وفي فصل بوتين الطالب الجامعي، يفهم القارئ ان التمارين الرياضية التي زوالها منذ ان كان شابا، جعلته محبا للنظام والقانون، وجعلته يتمتع بارادة قوية، فهو يقول في حواره الصحفي: لم انقطع عن التمارين الرياضية، وكنت اشارك في المباريات التي تخوضها الجامعة، وفي عام ١٩٧٦ اصبحت بطلا لمدينتي، اذ قسمنا كان يضم هواة، فضلا عن المحترفين، برياضة السامبو والجودو، ومن خلال مواظبتي في التدريبات والمسابقات حصلت على مرتبة معلم برياضة الجودو.

هناك بعض النزالات التي لم تغب عن ذاكرتي ، اتذكر كيف كنت في نهاية أحدها كادت أنفاسي ان تتقطع، فقد كان منافسي قويا، لكنني انتصرت عليه في النهاية.

ويمكن القول ان اهم الفصول التي ترجمتها غالب في كتاب حوارات مع فلاديمير بوتين هو فصل(بوتين ضابط المخابرات) فهو يقول: دخلت المخابرات عام 1975 وحصلت على الاستقالة عام 1991، وعن عمله المخابراتي في المواقع الدبلوماسية الخارجية، أجاب قائلا: التحري الاعتيادي، البحث عن مصادر المعلومات، والحصول على المعلومات ، تحريرها وارسالها الى المركز، معلومات عن الاحزاب السياسية، وعن اتجاهاتها، نزعاتها، وعن القادة الحاليين والمستقبلين، وعن حركة الناس بشأن المناصب المعينة في الاحزاب، والاجهزة الحكومية.

ويضيف: من المهم معرفة مَن، وكيف، وماذا يحصل في وزارة الخارجية للدول التي تهمنا، كيف تضع سياساتها في مختلف القضايا في بقاع مختلفة من ألعالم ، وكيف سيكون موقف حلفائنا في محادثات نزع السلاح مثلا؟

للحصول على مثل هذه المعلومات نحن بحاجة الى مصادر، لهذا كان العمل يجري للحصول على مصادر المعلومات، ومن ثم المعلومات ، ثم تحريرها وتحليلها.

قد يعجبك ايضا