بغداد – التآخي
تسبب انخفاض قيمة العملة العراقية أمام الدولار الأميركي بخسائر كبيرة على تجار الجملة في العاصمة بغداد، وأحد يقول أنه خسر نحو 70 مليون دينار حتى الآن.
في سوق الشورجة أكبر اسواق الجملة في العاصمة بغداد ، تضعف حركة الاسواق يوماً بعد يوم. ويقول مهدي الخطيب الذي يعمل تاجر ألبسة، أن نسبة الزبائن انخفضت 60%، وهو خسر نحو 70 مليون ديناراً بسبب تذبذب سعر الدينار أمام الدولار، مضيفاً انه “في حال استمرار انخفاض سعر الدينار سنجبر على تغيير جودة الملابس”.
مهدي الخطيب قال في تصريح صحفي : “انخفاض سعر الدينار له تأثير قويّ جدا، كان الزبون يأخذ القطعة بعشرة آلاف دينار والآن بات يأخذها بـ 14 ألف دينار، اختلف كل شيء ولو كنت ترغب في انتاج قطعة جيدة يجبرك المقابل على انتاج قطعة رديئة لتكون التكلفة أقل “.
شهد سعر الدينار هبوطاً امام العملة الأميركية، خلال الأسابيع الماضية، حيث يتجاوز سعر الدولار الواحد 1600 دينار، واثر انخفاض قيمة الدينار بشكل مباشر على أسواق الجملة. وحسب قول التجار فإنهم “الخاسر الرئيس من الوضع، وفي حال استمرار انخفاض سعر الدينار سيجبر غالبيتهم على اغلاق محالهم التجارية “.
لم يختلف الأمر بالنسبة لسوق الغذائيات أيضاً، فهو لم يبق رائجاً كما كان، والتجار مستاؤون من ارتفاع الأسعار..
ولكن خبير اقتصادي يقول ان التجار رفعوا الاسعار بشكل مبالغ فيه وحملوا المستهلكين مقدار الانخفاض في قيمة الدينار واكثر لغياب الرقابة.
ابو حالوب، أحد تجار الجملة في سوق الأغذية ببغداد، إن “حركة السوق ضعيفة والمواطنين منهكون، حتى بائع الشاي لم يتمكن من البيع بسبب ارتفاع سعر السكر”، مخاطباً مسؤولي الدولة بقوله: “انتم قمتم بتحويل جميع أموالكم الى إيران، والاقتصاد الايراني منهار، وتسببتم بتدمير البلد
من جانبها، أعادت اللجنة المالية في البرلمان العراقي سبب ارتباك السوق الى هلع وقلق المواطنين، كما أنها لا تخفي عدم استقرار الاسواق.
وفي هذا الإطار، ذكرت عضو اللجنة المالية النيابية نرمين معروف لوكالات الانباء إن الوضع له علاقة بسلوك المواطنين الذي يشوبه نوع من الخوف او الهلع حول مستقبل سعر الدينار أمام الدولار”، مبينة ان “عددا كبيرا من العملاء اوقفوا تعاملاتهم، ما تسبب بظهور ركود اقتصادي في السوق
وأقالت الحكومة العراقية محافظ البنك المركزي، كخطوة لإعادة استقرار سعر الصرف والسوق، كما قامت بعرض كمية إضافية من الدولار في الاسواق لكنها لم تحقق هدفها حتى الآن.