ابتدعوا خلافا جديدا وتهربوا عن الدولار

مهند محمود شوقي

يبدو أن قدر أللاإستقرار السياسي والاقتصادي في العراق قد فرض نفسه ليس اليوم قطعا بل لتأريخ طويل من الحقب والمسميات بكل مراحلها وأزمانها وأيديولوجيات حكوماتها المتعاقبة منذ التأسيس الأول …

ولا غرابة يشعر بها المواطن عند سماعه لأي حدث إن كان منوه له أن يكون فيكون أو ان يمر عليه بعنصر المباغتة فيكون عندها المواطن تحت تأثير رد الفعل الاني والاستعداد للحالة لا اكثر !!! كما هو الحال للاستعداد لحرب سيخوضها العراق بأسم العروبة والتحرير …
أو كحصار سيفرض لاحقا بأسم العقاب على حكومة الدكتاتورية يدفع ثمنه الشعب كالعادة … هو ذات المواطن يمر بكل ما يجب أن يكون فيه جزء من الحالة في العراق …كما هو الحال عندما استيقضنا ذات يوم على خبر الخلاص من الدكتاتورية لنتفاجئ بكم هائل من الديمقراطية تحت يافطة علقت فيما بعد عنوانها ( العراق الجديد) !!!

نسيج من القوميات والمكونات والاقليات وحقوق قيل انها ستتوزع بالتساوي على الجميع وفق مفهوم جديد يدعى بالدستور حيث الضمان للتعايش والسلام … حيث الضمان للقانون وحقوق المواطن … هكذا قرأنا تفاصيله ولهذه الاسباب هرعنا للتصويت لبناء دولة مواطن لعراق قيل عنه عراق جديد جديد !

ولربما عنصر المباغتة منذ تأسيسه لم تغب عن الحالة في نشرات الاخبار … ابتداءا من الاجتماعات واللقاءات مرورا بالاغتيالات والتفجيرات وصولا الى الاتهامات والمقاطعات … كل تلك الاحداث مرت بنا وما زلنا كل يوم نعيش المفاجئة لما هو جديد ! كحال ارتفاع سعر صرف الدولار بحجة التهريب والخلاف على منافذ التهريب من مبدأ إتهام الاخر … او كحال الازمة الاقتصادية التي افرغتنا طعم الفرحة بكأس الخليج وان كانت عراقية لتشغلنا بغد يلوح في افق الحسابات الاقتصادية المتدهورة وانعكاساتها على حال المواطنين !

ليس هذا وحسب فحكومة شكلتها اربيل تحت عنوان السوداني رئيسا عادت بمحكمتها لتقول ان لا حقوق للشعب الكوردي ستكون ! من مبدأ احقاق الحقوق ؟ او من مبدأ الانقلاب على الاتفاق كعادة ما عادت تصدم الحليم من الانقلاب على الاتفاق القديم !

عدنا للحديث عن الخلاف في نشراتنا الاخبارية … خيمت تلك الاحداث على ارتفاع سعر صرف الدولار … اتجهت قنوات الإعلام للتحليل السياسي بعد شهر من حديث عن كأس رياضية … عادات برامج الاتجاهات المتعاكسة بمحلليها الفطاحل طرحا للمشاكل العربية الكوردية…انتهى شهر العسل للمحللين بعد انقضاء عدة كأس الخليج …وعاد الصراع من جديد ليغطي على فاجعة ارتفاع سعر صرف الدولار.

قد يعجبك ايضا