أربيل – التآخي
أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين أن رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني يتمتع بعلاقة وثيقة مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ويمكنه لعب دور مهم في بغداد.
جاء ذلك في مقابلة خاصة أجرها حسين، يوم الجمعة (20 كانون الثاني 2023)، مع موفد شبكة رووداو الإعلامية، خلال تواجدهما في مدينة دافوس السويسرية، لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي يحمل اسم المدينة السويسرية.
وقال حسين إن “نيجيرفان بارزاني يتمتع بعلاقة وثيقة مع رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني، ويمكنه تطبيع العلاقات بين بغداد وأربيل”.
وذكر حسين أنه من شأن قانون النفط والغاز الاتحادي حلّ غالبية المشاكل العالقة، مضيفاً انه “سيتم تفعيل اللجنة الخاصة بتطبيق المادة 140، وإرسال مبلغ 400 مليار دينار عبر البنك التجاري الى اقليم كوردستان”. بنفس الإطار، أكد حسين انه “سأراجع ملف الـ 400 مليار دينار بعد عودتي الى العراق”.
فيما يتعلّق بتراجع قيمة الدينار العراقي أمام الدولار الأميركي، وانخفاض سعر الصرف الى أكثر من 1600 دينار لكل دولار، أوضح حسين انه من الصعب ان يواجه الدينار العراقي أزمة مماثلة للّيرة اللبنانية والريال الإيراني، منوّهاً الى ان البنك المركزي يقوم بمراقبة دقيقة لعرض الدولار في الأسواق العراقية.
وقال إن “الدول المجاورة للعراق تعاني من أزمة مالية، الولايات المتحدة تشك بإرسال الدولار بطريقة غير شرعية الى خارج العراق، وهي تريد ضمان عدم وصول الدولار الى أيران وروسيا بسهولة”.
فيما يلي نص مقابلة رووداو مع وزير الخارجية العراقي:
رووداو: سيد الوزير شكرا لك على هذا اللقاء، من المقرر ان تجروا زيارة الى الولايات المتحدة مطلع الشهر المقبل، ماذا سيكون برنامج عملكم هناك؟
فؤاد حسين: ستجري الزيارة في الاسبوع الأول او في نهاية الاسبوع الأول من الشهر المقبل، ويتكون برنامج العمل من الاجتماع مع المسؤولين الأميركيين، السياسيين والاقتصاديين، سنناقش خلالها الأوضاع السياسية في العراق وملف النفط والغاز، والملف المالي بينها سعر صرف الدينار وعلاقة البنك المركزي بالبنك الفيدرالي. ستجري مناقشة جميع تلك المحاور.
رووداو: لماذا شهد سعر الدينار هذا الهبوط امام الدولار الاسبوع الماضي، هل ذلك متعلق بالإجراءات المتخذة من قبل الولايات المتحدة تجاه البنك المركزي العراقي؟
فؤاد حسين: ذلك متعلق بعدة أشياء، أحدها يتعلق بالإجراءات بين البنك المركزي العراقي والبنك الفيدرالي الأميركي، هم طالبوا بإنشاء منصّة إلكترونية تكشف حجم المبالغ الصادرة عن البنك المركزي والى اين تتجه. وهذه المنصة ذاتها دفعت الى تقليل كمية الدولار المصدرة الى الاسواق، وعند انخفاض الكمية المعروضة من الدولار بالطبع سيرتفع سعره. وهذا كإجراء مالي وسياسي وقانوني.
رووداو: بماذا يتعلّق الإجراء السياسي، هل هو مرتبط بالحصار الذي تفرضه أميركا على إيران؟
فؤاد حسين: ذلك يرتبط بأن الدولار عملة أميركية، والأميركيون يشعرون بأن جزء من الدولار المصدر الى العراق يذهب الى البدان الواقعة تحت الحصار الأميركي، وواحدة منها إيران.
رووداو: أي هل ذلك يتعلق بالتزام العراق بالحصار المفروض على إيران؟
فؤاد حسين: المسألة لا تتعلّق بالتزام العراق بالحصار المفروض من قبل أميركا على إيران، لأننا لم نكن مع فرض الحصار على إيران، هذه ليست سياسة العراق بل هي سياسة الولايات المتحدة الأميركية، هي سياسة وزارة المالية الأميركية والبنك الفيدرالي الأميركي والخزانة الأميركية، هم يتعاملون مع عملتهم وانت بحاجة الى الدولار لأنك تيبع النفط بالدولار، وهذا الدولار يحوّل من حساب الى حساب آخر في البنك الفيدرالي الأميركي. هم يقولون انه لا يتم تنفيذ الأجراءات المتبعة من قبلهم تجاه إيران وروسيا، واذا لم تقم بمراقبة الأموال المصدّرة الى السوق، لذلك هم قاموا بإنشاء منصة إلكترونية تراقب حركة الدولار داخل السوق، حجم الأموال المصدرة، والى اين تذهب، ومن هو آخر مستخدم لها (End User).
رووداو: هل تعتقدون حل مشكلة الدولار في الاسواق قريباً؟
فؤاد حسين: يجب حلها، لأنه لا توجد مشكلة مالية في الأساس، هي مشكلة إجرائية، أي مدى حاجة اسواق العراق الى الدولار، لأن العراق في النهاية منفق للدولار، هو دولة تستورد كل الحاجات من الخارج، عدا النفط والغاز، ويجب ان يدفع مستحقات جميع المواد المستوردة بالدولار، بذلك يذهب الدولار الى اسواق العراق. لكن السؤال الذي يتشكل هو ما حجم الدولار الذي تحتاجه اسواق العراق؟، هناك أيام صدرت خلالها 220 مليون دولار الى السوق، هناك افراد يرون ان السوق العراقي لا يحتاج أكثر من 40 او 50 مليون دولار يومياً، والسؤال هنا الى اين تذهب هذه الـ100 مليون او 150 مليون دولار الأخرى؟.
رووداو: هل أميركا تعتقد ان هذا المبلغ يذهب الى خارج العراق؟
فؤاد حسين: ليس الأميركيون فقط، بل جميع الاقتصاديين يدرسون هذه القضية، لأنه يوجد سوق. دعنا ننظر الى الأمر بشكل أوسع، وضع الريال الإيراني (تمن) أمام الدولار صعب، وكذلك الليرة التركية، اما الليرة السورية فقد توّلت الى مجرد ورقة، كذلك الأمر بالنسبة الى الليرة اللبنانية.
رووداو: هناك مخاوف من مواجهة الدينار العراقي لنفس الشيء..
فؤاد حسين: لا اتحدث ماذا سيحدث بلدول الأخرى، ذلك ناتج عن مجموعة أزمات داخلية وخارجية وحرب روسيا مع أوكرانيا، لكن انت لديك سوق للدولار في العراق، وتوجد نقود في الدول المحيطة بك، فمن الطبيعي نشوء عرض وطلب، وكلما زادت حركة السوق انخفض سعر الدولار، وكلما قلّت الحركة ارتفع السعر، لكن الدول المجاورة للعراق تعاني من مشاكل مالية (نقدية) امام الدولار، لذلك حتما جزء من الدولار الموجود في الاسواق العراقية يذهب الى أماكن أخرى. لكن الأميكريين الآن لديهم برنامج سيناقشونه مع البنك المركزي العراقي.
رووداو: هل هذا يعني ان الدينار العراق لن يواجه ما واجهته العملات الإيرانية والتركية السورية؟ لأن هناك مخاوف لدى الناس من حصول ذلك..
فؤاد حسين: لا، لن يحدث. لأن الإمكانات المالية للعراق جيدة في الوقت الراهن، ثانيا: سعر النفط جيد، ثالثا: يجري بيع النفط بالدولار، وهناك ترابط عضوي بين الدينار العراق والدولار. لذلك لن تواجه العملة العراقية ما هو محفوظ بذاكرة العراقيين من زمن صدام، حدث ذلك في عهد صدام حسين، لكن حينها كان العالم مقاطعاً للعراق، الآن لا توجد مقاطعة ولا عقوبات، ويتمتع العراق بعلاقات جيدة مع دول العالم والخارج. كما قلت هو يقوم ببيع النفط، يتسلم سعر النفط بالدولار، ولديه احتياطيا ماليا جيدا، لذلك فإن الوضع المالي للعراق جيد.
رووداو: ألن يزور رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني الولايات المتحدة بعدك؟ لأنه انتشرت هذه الانباء..
فؤاد حسين: لم يتم الحديث عن هذا الأمر، نحن سنذهب ونتحدث عن الوضع السياسي، وهذه أول مرة يذهب فيها مسؤول من الحكومة الحالية بهذا العنوان الى واشنطن. والأميركيون أرادوا بالطبع بعد إجراء الانتخابات التآلف مع الحكومة العراقية ومع سياستها وسياسة رئيس الحكومة، نحن عندما نذهب الى هناك سنتحدث عن سياسة هذه الحكومة أيضاً، سواء عن السياسة الاقتصادية، او السياسة المتلقة بدول الجوار او العلاقات مع الولايات المتحدة، هذه الزيارة تأتي لمناقشة جملة مسائل. والواقع انها ستكون في إطار الحوار الستراتيجي القائم بيننا وبين الولايات المتحدة الأميركية، التي نشأت في عهد الرئيس السابق ترامب، ونأمل أن نجري حواراً واسعاً مع أميركا في إطار الحوار الستراتيجي الذي تحدثنا عنه، وانجزنا أربع جولات منه حتى الآن.
رووداو: لدى رئيس اقليم كوردستان نيجيرفان بارزاني علاقات جيدة مع رئيس الوزراء والحكومة العراقية الحالية، هل تعتقدون ان يشكل ذلك عاملاً داعماً لحل المشاكل العالقة بين أربيل وبغداد والتي تجري الآن مفاوضات بشأنها بين الجانبين؟
فؤاد حسين: نعم، في الحقيقة لدى رئيس إقليم كوردستان السيد نيجيرفان بارزاني علاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الحالي ومع مسؤولين سياسيين من القوى السياسية في بغداد، ومن المهم ان توجد هذه العلاقات وكذلك ان توجد زيارات مستمرة، من المهم ان يجري رئيس اقليم كوردستان ورئيس حكومة اقليم كوردستان الذي كان في بغداد قبل اسبوع وكذلك المسؤولين وقادة الأحزاب الكوردية زيارات مستمرة الى بغداد وان يقوموا باجتماعات، هذه العلاقات الشخصية على المستوى السياسي لها تأثير إيجابي، لذلك حتماً يمكن لنيجيرفان بارزاني ان يلعب دورا مهماً في بغداد لأنه يتمتع بعلاقات جيدة مع المسؤولين في بغداد.
رووداو: الآن تجري حكومة اقليم كوردستان حوارا مع الحكومة في بغداد حول الموازنة العامة لعام 2023، كيف تمت معالجة موضوع نفط اقليم كوردستان، هل وفق قرار المحكمة الاتحادية بتسليم عائدات النفط الى بغداد، او باستقطاع الواردات التي يحصل عليها إقليم كوردستان من حصته في الموازنة.
فؤاد حسين: نوقشت عدة آراء وتوجهات، وموضوع الموازنة هو قيد المناقشة ليس فيما يتعلق بالإقليم فقط بل بشأن العراق عامة. وسنعقد عدة اجتماعات لدى عودتنا في إطار المجلس الاقتصادي وفي إطار ائتلاف الدولة أيضاً، وإحدى المسائل التي سيتم طرحها هي قانون الموازنة، كيف سيحل الأمر هذا يتعلّق بالمناقشات وعملية المفاوضات بين ممثلي اقليم كوردستان والحكومة الفيدرالية. لكنني أعلم شيئاً واحدا.. سيتم حلّ القضية، لأن الطرفين يرغبان بالحلّ، وموضوع الموازنة مهم، لأنه عندما يتم قبول الموازنة ستتحول الى قانون، وعند تحولها الى قانون سيتطلب تنفيذه، هذا يعني ان القرار الذي تتخذه الحكومة يؤدي الى حل هذا القانون للمشكلة وان قانون الموازنة سيحلّ المشكة. بعد قانون الموازنة يجب تقديم مسودة قانون النفط والغاز، وعند رفع قانون النفط ولغاز، أقولها بصراحة، ستحلّ المشكلة حول كيفية التعامل مع السياسية النفطية واستخراج وتصدير وبيع النفط في اقليم كوردستان بشكل نهائي وفقاً لقانون النفط، مسألة النفط ترتبط بعام واحد أما قانون النفط فهو دائم.
رووداو: كم ستكون حصة إقليم كوردستان من الموازنة العامة لعام 2023؟
فؤاد حسين: لا نعلم، لأنه لا نعرف بعد كم سيكون حجم الموازنة العامة، لكن فيما يتعلق بالنسبة التي يتحدثون عنها، فإن النسبة الموجودة في وزارة التخطيط العراقية هي 14%، وعلى أساس هذه النسبة تحدد حصة إقليم كوردستان من الموازنة بـ 14%، لكن ذلك قيد المناقشة لأنه لا نعرف حجم الموازنة العامة بعد.
رووداو: لماذا لم يجر إرسال 400 مليار دينار الى اقليم كوردستان؟
فؤاد حسين: حدثت مشكلة، طبيعي ان القرار صدر عن مجلس الوزراء، قبل ثلاثة او اربعة أسابيع، بعدها نشات مشكلة لأن وزيرة المالية رفضت صرف المبلغ كونها ستتحمل المسؤولية من الناحية القانونية، لكن اتبعت طريقة جديدة الآن، وهي ان وزارة المالية ستحولّ المبلغ الى المصرف العراقي للتجارة (TBI)، وهو سيحول المبلغ الى إقليم كوردستان.
رووداو: متى؟
فؤاد حسين: تحدثت يوم أمس أو قبل أمس مع مدير المصرف العراقي للتجارة، ولا توجد مشكلة حقيقية في ذلك. وعندما أعود الى البلاد سأتابع هذه القضية، لكنني تحدثت أمس مع مسؤول البنك التجاري.
رووداو: سيد الوزير هل تم تخصيص المال لقوات البيشمركة في موازنة عام 2023، كقوات دفاعية عراقية؟
فؤاد حسين: الفقرات التي طرحت للمناقشة، والتي لم يتخذ القرار بشأنها بعد، تحل جملة من المشاكل المالية بين إقليم كوردستان وبغداد.
رووداو: ماذا بشأن المادة 140 من الدستور التي تم تشكيل لجنة لتفعليها، حيث تسير الخطوات في هذا الصدد ببطء، في وقت تشهد المناطق المشمولة بالمادة مشاكل مستمرة؟
فؤاد حسين: الهيئة المعنية بتنفيذ المادة 140 كانت مجمدة وميتة في الحقيقة، ولم يبق لها وجود، سواء الحكومية أو النيابية، وآلان نشهد ولادتها مجدداً بشكل تدريجي نتيجة للاتفاق السياسي بين القوى السياسية العراقية التي شكلت الحكومة الحالية، وهو اتفاق أدرج ضمن برنامج الحكومة العراقية، وبالتالي فأن الخطوات ستبداً مجدداً.
رووداو: متى تبدأ اللجنة مهامها؟
فؤاد حسين: اللجنة كانت موجودة لكنها غير مفعلة.
رووداو: هل ستقومون بتفعيل اللجنة ذاتها؟
فؤاد حسين: هذا هو السؤال. هل سيتم تفعيل اللجنة ذاتها بالاشخاص أنفسهم؟ في ذلك الحين كان يرأسها السيد هادي العامري حسبما اعتقد، وهذا أمر لابد من مناقشته.
رووداو: إلى متى سيبقى محافظ كركوك وكالة في منصبه؟
فؤاد حسين: إحدى فقرات البرنامج الحكومي هي إجراء انتخابات مجالس المحافظات، ومع إجراء انتخابات مجالس المحافظات سيتم اختيار محافظ جديد لكركوك حتماً، ويجب كما أن برنامج هذه الحكومة ينص على إجراء الانتخابات المحلية هذا العام.
رووداو: هل سيتم إجراؤها في كركوك أيضاً؟
فؤاد حسين: في جميع المحافظات، نعم.
رووداو: هل سيتم إجراؤها في تشرين الأول؟
فؤاد حسين: هذا مقترح.
رووداو: هل تحتاج إلى تحضيرات؟
فؤاد حسين: القانون موجود وأقره البرلمان في وقت سابق، والمشكلة لا تتعلق به. نحتاج إلى تحضيرات ومعرفة ما سيحل بمفوضية الانتخابات، وبناء على ذلك سيتم اتخاذ القرار بشأن الموعد.
رووداو: هل أنتم راضون عن خطوات تنفيذ اتفاق ائتلاف إدارة الدولة حتى آلان؟
فؤاد حسين: الحكومة تشكلت منذ نحو شهرين، وما أراه هو أن هذه الحكومة جادة في الالتزام ببرنامجها أولاً، وتنفيذه ثانياً. كثيراً ما تم التوصل إلى اتفاقات أو برنامج عمل دون التنفيذ، لكن ما أراه هو أن هذه الحكومة تحاول بطريقة منظمة أن تنفذ برنامجها.
رووداو: أعود للوضع في إقليم كوردستان. المشاكل بين الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستاني تتفاقم بدل أن تتجه نحو الحل، وكما تعلمون، فإن وزراء الاتحاد الوطني الكوردستاني لا يشاركون حالياً في اجتماع مجلس وزراء إقليم كوردستان. سؤالنا: لماذا تفاقمت هذه المشاكل ولم تحل؟
فؤاد حسين: لا أود الخوض في جذور هذه القضية، لكن بودي أن أشير إلى أمر وهو ضرورة حل هذه المشاكل، ربما ليس جذرياً، لكن لابد من وجود موقف موحد. ففي حال عدم وجود موقف موحد في كوردستان وبغداد وفي مجالات مختلفة، من الطبيعي أن يشهد الوضع في إقليم كوردستان المزيد من الضعف، إلا أن هذه المشاكل يجب حلها. بالتاكيد هناك مشاكل لابد من مناقشتها، وأرى بأن ما لم يتحدثوا بشأنه سابقاً صار مطروحاً للنقاش آلان، وعليه لابد أن نصل إلى المرحلة التي نعالج فيها هذه المشاكل، على الأقل تلك التي تسهم في توحيد موقف القوى السياسية وحكومة إقليم كوردستان، إذ ليس من المقبول أن تكون وزيراً ولا تداوم في مقر عملك، وأن تكون مسؤولاً دون أن تتحمل المسؤولية. في الواقع يجب حل هذه المشاكل داخل البرلمان، وإن لم يكن ذلك ممكناً، بين القوى السياسية، إذ ليس بمقدور الحكومة أن تحل هذه المشاكل دون أن يعقد البرلمان جلساته أو أن تجتمع القوى السياسية، ويجب أن تكون هناك اجتماعات وحوارات، لكن ليس حواراً عبر الإعلام والفيسبوك، ويجب أن نغادر هذه المرحلة ونصل إلى مرحلة نشهد فيها موقفاً موحداً، ويعود الوزراء لممارسة مهامهم، وفي حال كان لديهم موقف، عليهم أن يطرحوه في مجلس الوزراء، وهناك الآن تحضيرات لإجراء الانتخابات في إقليم كوردستان، وهي خطوة جيدة، لأن تأجيلها وعدم الحديث عنها، لم يكن أمراً جيداً في الحقيقة، وأنا سعيد الآن بالاستعدادات وحل هذه المسائل تدريجياً، وإلا سيتعرض إقليم كوردستان إلى الضغط الذي له أشكال متعددة.
رووداو: أية ضغوط؟
فؤاد حسين: داخلية وإقليمية.
رووداو: رئيس حكومة إقليم كوردستان، مسرور بارزاني، أكد على الأمر ذاته في حديثه مع وسائل الإعلام، وأعرب عن الاستعداد للجلوس إلى طاولة الحوار لحل المشاكل، كما نشر رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل طالباني، بياناً دعا فيه إلى الحوار أيضاً. هل تعتقدون بأن الأجواء مناسبة للحوار؟
فؤاد حسين: يجب تهيئة الأجواء إعلامياً أيضاً ليجتمع الطرفان، لأنه كان متأزماً في الحقيقة. من الواضح أن هناك مرونة في المواقف بعد التصريحات الأخيرة، وهو أمر جيد، والخطوة المقبلة عقد لقاء، سواء في إطار القوى السياسية، وأتحدث الآن عن الحزب الديمقراطي الكوردستاني والاتحاد الوطني الكوردستان، أو في إطار البرلمان، لكن فيما يتعلق بالحكومة، على الوزراء أن يباشروا عملهم، وأن يطرحوا المشاكل في مجلس الوزراء، قدر تعلق الأمر بالحكومة، وتلك المتعلقة بالقوى السياسية في اجتماع القوى السياسية، إلا أن الحل الأفضل هو مناقشتها في البرلمان، الذي من الواضح بأنه يواجه مشاكل أيضاً.
رووداو: هل هناك أي حوار بين الطرفين، خصوصاً وقد ترددتم على الاتحاد الوطني الكوردستاني وتلتقون مع بافل طالباني في زياراته إلى بغداد؟
فؤاد حسين: التقيه عندما يزور بغداد. التقينا قبل فترة، ولدي تواصل دائم مع كل الأطراف، ولا يوجد سبيل آخر سوى الحوار، لكن لا يوجد حوار يتضمن أجندة في الوقت الحاضر، إلا أنني مستعد للحوار في حال رأيت ذلك ضرورياً، أو طلب مني ذلك، لأنه أمر مهم سواء لإقليم كوردستان، وللعراق أيضاً
رووداو: سؤالنا الأخير. يوم أمس قتل خمسة مواطنين من إقليم كوردستان في تركيا. ما هو موقف وزارة الخارجية بشأن الحادث؟
فؤاد حسين: أصدرنا بياناً مباشرة، وطالبت بتشكيل لجنة تحقيقة مشتركة بين العراق وتركيا، وتسليم نتائج التحقيق في الحادث إلى الحكومة العراقية، كما أن السفارة العراقية في أنقرة على تواصل مع الحكومة التركية.