علي سنجاري، شاه محمد الصيواني الفيلي، احمد شوقي الكوردي

 

 

اعداد: عدنان رحمن

اصدار: 15- 11- 2022

 

أورد الشخصية السياسية الاستاذ علي سنجاري في كتابه المعنون ( القضية الكوردية وحزب البعث العربي الاشتراكي) بجزءها الأول الذي صدر من دهوك في العام 2006، وكانت هذه هي الطبعة الأولى منها، وقد طُبِعَ الكتاب في مطبعة حاجي هاشم- اربيل عاصمة اقليم كوردستان، عن اشتراك انظمة الدول التي تضم أراضيها جزءاً من كوردستان في الوقوف بالضد من تطلعات الشعب الكوردي بالتحرر ونيل الحقوق المنصوص عليها في المواثيق الدولية، وذلك من خلال هذه التفصيلة الصغيرة، التي توضح ذلك بشكل جلي. 

 

 

 

 

– ” كانت الثورة التحررية الكوردية محاصرة من كل الجهات والانظمة المجاورة، التي كلها

     معادية للكورد وكوردستان، وشارك البعض في القتال ضد الكورد، كسوريا التي ارسلت جيشها تموز- 1963 للمشاركة في اخماد الثورة ([1])، وفي شهر آب من نفس العام  ارسلت تركيا عددا من ضباط الاستخبارات مع جهاز لاسلكي الى الموصل، للتنسيق مع الجيش العراقي لتحديد مواقع الپيشمرگه في الحدود مع تركيا بغية قصفها جواً، وسمحت تركيا للطائرات الحربية العراقية بدخول اجوائها لمسافة 30 كم لهذا الغرض. وايران ايضاً كانت قد ارسلت البعض من ضباط الاستخبارات مع جهاز ارسال لاسلكي الى كركوك لنفس الغرض، وظهر بان هناك اتفاقاً سرياً بين الانظمة العراقية والسورية والتركية والايرانية على اخماد الثورة الكوردية، وهو بمثابة إمتداداً لميثاق سعد آباد وحلف بغداد”.

بسبب النشاط المتميز للمرحوم شاه محمد الصيواني الكوردي الفيلي بإعادة الآثار العراقية الى دائرة الضوء، نشرت مجلة سومر، التي تصدر عن مديرية الآثار العامة- وزارة الاعلام- الجمهورية العراقية- بغداد، المجلد السابع والعشرون- 1971، تفاصيل الاعمال التنقيبية التي شارك فيها مع بعثة الآثار العراقية في اربيل، التي كتبها بقلمه تحت عنوان ( مجموعة قبور تل قالينج آغا- أربيل) كالآتي:

 

 

 

 

– ” من المهام الرئيسة لتنقيبات الموسم الثالث 1968 في تل قالينج آغا، التي كنت فيها مساعداً لرئيس الهيئة الآثارية هو إستكمال بحث الموسم الثاني الذي عثر فيه على مجموعة نادرة من الخرز الذهبية والاحجار الكريمة، التي كونت بمجموعها قلادة ذهبية نادرة. فقد عثرنا اثناء التنقيبات على مجموعة من القبور اسفل ارضيات الطبقات السكنية سميناها بمجموعة ( قبور قالينج آغا)، كان عددها الكلي ( 49) قبراً موزعة على ثلاث طبقات. وقد أورد ملاحظات عامة حول هذه القبور بالشكل الآتي:

     أ- لم توضع جميع الجثث في قبور من الجرار الفخارية الكبيرة، بل ان قسما منها وضعت

        داخل قبور مشيدة بكِسر اللِبِن، كانت غنية باللُقى الاثرية الذهبية واحجار كريمة اخرى.

     ب- ان الدفن في الغالب كان اسفل ارضيات الغرف السكنية، خاصة القبور التي احتوت على جثث الاطفال.

      ج- اللون الغالب على أوعية الدفن الفخارية البُني الداكن، والاخضر، والتبني المائل للخضرة. وطينتها رمادية فاتحة وداكنة، ثم العجينة السوداء. وكانت المادة  الممزوجة بها من التبن الناعم مع بلورات ناعمة من الكلس، وهذا النوع هو من نوع فخار الوركاء، سمج الصنع خشن وسميك معمول في الغالب باليد، التي كانت  تُستعمل كـ( أجانات، أباريق، مخازن)، واستعملت فيما بعد لاغراض الدفن، ووجد منه في ( تپه گورا) ونينوى وغيرها من المواقع الاثرية الشمالية.

 

 

 

 د- طريقة الدفن على الاغلب كان باتجاه الشمال الشرقي او الجنوب الغربي، ووضعية الجثة في القبر بهيئة تشبه وضعية الجنين في الرحم، خاصة جثث الاطفال، واذا كان عُمر الميت اكثر من خمس سنوات فيدفن في لحد مبني بمادة اللبن او كسرها.

 هـ- ان القبور قد احدثت تخريبات في بعض الوحدات البنائية.

 و- من الممكن تحديد استعمالات الخرز والحلي بالنسبة لوجودها وموضعها في القبر،  فالمجموعات التي وجدت على الرقبة والصدر تُمثّل القلائد التي وجدت وسط الجسم فهي تمثل تحلية الملابس، وأكمام الثياب التي وجدت قرب اليدين تمثل أساور من  خرز، استعملت هذه المجموعات لغرض الزينة ولا علاقة لها بالطقوس الدينية.

 ز- اكتشاف حلي ذهبية تعد من الاكتشافات الاثرية المهمة من هذه الحقبة التاريخية، التي تدل على مدى تفهم الانسان لهذا المعدن واهميته.  ثم يذكر معلومات تفصيلية عن القبور ومحتوياتها. وقد أرتأينا ان نورد ما كتبه عن القبر الاخير الذي بحثوا فيه في مقاله: ( قبر مُشيد بكِسر اللِبن، وجدت داخله جرّتان  احدهما قرب القدمين والثانية فوق الرقبة، وكان اتجاه الهيكل العظمي نحو مشرق الشمس. ووجدت داخل الجرّة الثانية مجموعة من الخرز الذهبية والاحجار الكريمة تكــُون بمجموعها قلادة جميلة جداً من الذهب والعقيق والصدَف، على الاكثر تعود  لامرأة موسرة. وتُعد هذه القلادة واحدة من اوائل الحلي الذهبية التي كُشِفَ عنها في العراق”.

وفي نسخة من كتاب الكتروني من تأليف سكرتير ( امير الشعراء أحمد شوقي): أحمد عبد الوهاب ابو العز عام 1932 بعنوان ( اثنا عشر عاما في صحبة امير الشعراء) أورد ابو العز:

– ” حياة أمير الشعراء بقلمه: الى ان قطع العقد الثالث من عمره سبق ان نشره بالشوقيات الاولى: سمعت أبي رحمه الله يردُ أصلنا الى الاكراد فالعرب، ويقول ان والده قَدِمَ هذه الديار يافعاً يحمل وصية من احمد باشا الجزار الى والي مصر محمد علي باشا، وكان  جدي يُحسن كتابة العربية والتركية خطاً وانشاء فأدخله الوالي في معيته. ثم ذكر طُرفاً مِن سيرَة جده لوالدته، الى ان قال عن نفسه أنا إذن: عربي. تركي. يوناني. چركسي بجدتي لابي أصول اربعة في فرع مجتمعة. فضلاً عن ان مجلة النيرايست كانت قد   نشرت الفصل الآتي تعريبه: ( توفي في منزله بالقاهرة- يوم 13 اكتوبر- 1932 شوقي  بگ الذي ولد في سنة 1868، وكان معروفاً بأنه أشعر شُعراء العربية في العصر   الحديث، وكان احمد شوقي حفيد ضابط من اصل كوردي وَفِدَ على مصر مع محمد علي   لمائة وثلاثين سنة خلت”. 

 

 

 

[1] – فاضل عباس الجاف، مقال بعنوان ( ثورة ايلول المجيدة .. والجنرال مصطفى البارزاني .. هما من اوصل شعب كوردستان نحو آفاق مستقبله .. واعادوا الحقوق الى اصحابها)، منشور في صحيفة التآخي الأربعاء 11-09-2013: ثورة ايلول التحررية كانت نقطة التحول في التاريخ المعاصر للدولة العراقية .. لكون البارزاني الخالد بحكمته ونظرته وفهمه الصحيح لمرحلة التطور السياسي في العراق قد وازن بين اهدافنا القومية والتطلعات الديمقراطية للعراق لذا تحولت  المناطق المحررة في كوردستان وجعل قواعد جيش تحرير كوردستان (البيشمركة) على ارض الواقع والى مراكز  تجمع مناضلي العراق بكافة قواه المناضلة من اجل الديمقراطية والفدرالية من بدء ثورتي ايلول وكولان ليومنا هذا .. لان النضال المشترك  لا يزال يحتفظ بصمته ومصداقيته كضرورة نضالية لانهاء جميع الميول الفردية وعدم التراجع عن المنجزات الديمقراطية  للشعب العراقي لان المكاسب التي تحققت بعد العام 2003 قد ثبتت تلك الاسس الديمقراطية  الواردة في الدستور العراقي الدائم لاتزال حية والملتزم بها الحزب الديمقراطي الكوردستاني وباقي الاحزاب الكوردستانية الاخرى.

قد يعجبك ايضا