المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية: على الحكومة العراقية الجديدة العمل للانتصار على التحديات السياسية والتغير المناخي
متابعة التآخي
أكد المتحدث الإقليمي لوزارة الخارجية الأميركية، صموئيل ويربيرغ ضرورة قيام الحكومة العراقية الجديدة بالعمل على الانتصار على التحديات السياسية والجيوسياسية وتحديات التغير المناخي.
وأضاف صموئيل ويربيرغ، في مقابلة مع شبكة رووداو الاعلامية، خلال مشاركته في المؤتمر 27 للأمم المتحدة حول المناخ المنعقد في شرم الشيخ بمصر، ان “منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعيش في مرحلة صعبة من التأثيرات السلبية للتغير المناخي، كالجفاف وأيضاً الفيضانات”، مؤكدا ضرورة أن “تستمر الولايات المتحدة في التنسيق مع تلك البلدان“.
وأدناه نص المقابلة:
رووداو: ترأس واشنطن الجهود العالمية لمواجهة التغير المناخي، ما الذي تتوقعونه من هذا المؤتمر وما هي النتائج التي ترجونها منه؟
صموئيل ويربيرغ: مساء الخير، وشكراً لرووداو على الاستضافة. لدى الولايات المتحدة بعض الأولويات هنا في شرم الشيخ بمصر، فهذا المؤتمر 27 هو من أهم المؤتمرات المعنية بالتغير المناخي في التاريخ، وترى الولايات المتحدة أن الوقت حان لتنفيذ وتطبيق الالتزامات، وليس فقط الكلام والخطابات.
أولويات الولايات المتحدة هي أولاً تنفيذ الالتزامات ومناقشة إمكانية حل الاحتباس الحراري عند 1.5 درجة مئوية قبل 2030، وفعلاً قامت الولايات المتحدة في إدارة بايدن بإنجازات كثيرة لتحقيق هذه النتيجة، ولكن من اللازم أن نبذل جهوداً أكثر وأكثر. من الأولويات الأخرى، التمويل، وكيف ستقدم الدول المتقدمة والدول الكبرى مثل الصين والهند والدول الأخرى التمويل اللازم للدول النامية، خاصة في قارة أفريقيا وفي دول أخرى. لدينا كل هذه الأولويات، ونحن نتتطلع إلى مناقشة جيدة ومفيدة هنا في شرم الشيخ – مصر في هذا المؤتمر المهم.
رووداو: هل تشعر واشنطن بالرضى عن التعاون بين الدول في الشرق الأوسط لمواجهة التغير المناخي؟
صموئيل ويربيرغ: نعم، هناك تنسيق بين الولايات المتحدة وكل الدول تقريباً في هذه المنطقة الهشة، وكانت هذه المنطقة، الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تعيش في مرحلة صعبة من التأثيرات السلبية للتغير المناخي، كالجفاف وأيضاً الفيضانات، رأينا الفيضانات في باكستان مثلاً، ورأينا الفيضانات في بلدان أخرى في هذه المنطقة، في الشرق الأوسط، رأينا الجفاف في أماكن مثل العراق وأماكن أخرى. إذن من اللازم أن تستمر الولايات المتحدة في هذا التنسيق.
لدينا بعض إمكانيات التمويل، ولكن أيضاً هناك الأهم من التمويل وهو التقنيات والتكنولوجيا، ولذلك في السابق في المؤتمر 26 في غلاسكو قمنا بالتنسيق مع دول أخرى لمبادرة جديدة اسمها شبكة سانتياغو، وهي مبادرة تقدم بموجبها الدول المتقدمة المساعدة التقنية والتكنولوجيةللدول الأخرى. من اللازم أن تعمل الولايات المتحدة عن كثب مع كل هذه الدول في هذه المنطقة.
رووداو: سيد ويربيرغ، أود الحديث عن العراق، فالعراق وبضمنه إقليم كوردستان يعاني من الجفاف وآثار سلبية للغاية للتغير المناخي، وأبدت أميركا في إطار اتفاقكم الستراتيجي استعدادها للعمل مع العراق على مواجهة التغير المناخي، ما هي المساعدات التي قدمتموها حتى الآن للعراق ولإقليم كوردستان؟
صموئيل ويربيرغ: كان لدينا منذ سنوات، منذ نحو عشرين سنة، كان لدينا وما زال هناك تنسيق من خلال وكالة التنمية الدولية الأميركية USAID ومؤسسات حكومية أخرى لتقديم المساعدة المالية، ولكن عندنا المساعدة التقنية والتكنولوجية للعراق وليس فقط في مجال الجفاف واستعمال المياه وتكنولوجيا الزراعة، ولكن أيضاً كيف يمكن للبلدان في المنطقة أن تتشارك مصادر المياه.
في بعض الأماكن في العالم وليس فقط في العراق، مثلاً في القارة الأفريقية، نرى الصراع بين إثيوبيا والسودان ومصر حول مياه النيل، ورأينا في الماضي نفس الصراعات ونفس الاختلافات بين العراق وبين دول أخرى، الدول المجاورة، حول مصادر المياه والنهرين. من اللازم أن تعملالولايات المتحدة مع كل هذه الدول ومع أصدقائنا في العراق، فالعراقيون يعتمدون على هذين النهرين ومياههما.
رووداو: سيد ويربيرغ، تعلمون حتماً أن العراق هو خامس الدول الأكثر تأثراً بالتغير المناخي وآثاره السلبية السيئة على مستوى العالم، إضافة إلى كون البلد غير مستقر أمنياً وسياسياً، هل تعتقد أن بإمكان الحكومة العراقية في ظل هذه الظروف أن تواجه هذه الأزمة؟ وبرأيكم ماذا على الحكومة الجديدة في بغداد أن تفعل؟
صموئيل ويربيرغ: الولايات المتحدة تدرك أننا نواجه أحياناً صعوبات في حكومتنا في الولايات المتحدة وحكومات أخرى في مجال التصدي للتغير المناخي والتعامل مع تغير المناخ.
في الماضي كنا نرى أن تغير المناخ وتأثيراته السلبية ستكون في المستقبل البعيد ولم نكن نريد التعامل معها لأن أمامنا، مثلاً كانت لديكم تحديات مثل وجود داعش وتحديات أخرى بالنسبة لتشكيل الحكومة، وأحياناً كنا نقول في الماضي إن من اللازم أن نعمل ونركز الآن على هذه التحديات الأخرى التي أمامنا بدلاً من أن نركز على تحديات تغير المناخ التي ستأتي في المستقبل البعيد بالنسبة، ولكن هذا ليس صحيحاً الآن لأننا نرى تأثيرات تغير المناخ هذه كل يوم، من فيضانات وحرائق في كل أنحاء العالم، ولذلك يجب أن نعمل بالرغم من الصعوبات، والحكومة العراقية الجديدة عليها أن تعمل للانتصار على التحديات السياسية والجيوسياسية وتحديات التغير المناخي.
رووداو: المياه واحدة من كبرى مشاكل العراق، خاصة وأنكم لا شك مطلعون على أن إيران وتركيا قطعتا الكثير من التدفقات المائية إلى العراق وإقليم كوردستان. ما هو دور أميركا وجهودها لحل مشكلة المياه بين العراق وجيرانه، فبغداد على سبيل المثال تشكو من إقدام تركيا وإيران على قطع المياه؟
صموئيل ويربيرغ: كانت لدينا في الولايات المتحدة نفس التحديات منذ عقود وسنوات بالنسبة للأنهار والمياه المشتركة بين الولايات المتحدة وكندا، والولايات المتحدة والمكسيك، ورأينا نفس التحديات في كل أنهار العالم تقريباً بالنسبة للمياه المشتركة بين بلدين وبين بلدان. لذلك لدينا تجربة ولدينا التقنيات والتكنولوجيا ولدينا قوانين. كل الحلول بالنسبة للمياه المشتركة بين البلدان في العالم موجودة، كل الحلول كل التقنيات كل التكنولوجيا.
السؤال هو: هل هناك إرادة سياسية وهل هناك عراقيل سياسية في طريق أي دولة ومنها العراق أو أي دولة أخرى أن تتشارك المياه مع هذه البلدان؟
رووداو: هذا يعني أنك ترى أن علاقة سياسية جيدة يمكنها أن تحل جزءاً من هذه المشكلة مع إيران وتركيا؟
صموئيل ويربيرغ: بدون شك، العلاقة الجيدة والعلاقة السياسية المستمرة ستساهم في التصدي لهذه التحديات بالنسبة لتغير المناخ، ولكن في نفس الوقت لا تكمن الحلول كلها في العلاقات السياسية والعلاقات التعاونية لأننا كبشر نتعرض للضرر من هذه التغيرات في المناخ والتأثيراتالسلبية لتغير المناخ. إذن، بالرغم من الاختلافات بيننا، وبالرغم من أي صداقة بيننا يجب أن نعمل معاً عن كثب على مواجهة هذه التغيرات السلبية بالنسبة لتغير المناخ.
رووداو: هل أميركا راضية عن عمل أو أداء الدول التي تشارك سنوياً في مؤتمر باريس؟
صموئيل ويربيرغ: اتخذت هذه الإدارة، والرئيس بايدن، قرار العودة إلى اتفاق باريس، ومن اليوم الأول لهذه الإدارة نحن نرى أن عودة متزايدة للقيادة الأميركية للتعامل مع تغير المناخ والتصدي ومواجهة تغير المناخ، ولذلك نحن نرحب بكل الالتزامات من البلدان الأخرى، وسنركز هذا الأسبوع في شرم الشيخ على تطبيق وتنفيذ هذه الالتزامات من الدول الأخرى، من اتفاق باريس ومن كل الاتفاقيات الأخرى المرتبطة بتغير المناخ.
رووداو: خلفت الحرب الأوكرانية الروسية تأثيرات سيئة على العالم في كثير من المجالات. لكن ما هي تأثيراتها على جهود مواجهة آثار التغير المناخي؟
صموئيل ويربيرغ: هذا سؤال جيد جداً، لأننا رأينا تأثيرات سلبية جداً لهذه الحرب الوحشية، حرب الرئيس بوتين والحكومة الروسية على الشعب الأوكراني، وطالما استمرت الحكومة الروسية والرئيس بوتين في هذه الحرب، ستستمر الولايات المتحدة في تقديم المساعدة الدفاعية والعسكريةوالإنسانية والاقتصادية للشعب الأوكراني والحكومة الأوكرانية، ومن اللازم أن ندرك أن هذه الحرب الوحشية من جانب روسيا على أوكرانيا، أدت إلى تأثيرات سلبية جداً بالنسبة لتغير المناخ وأمن الغذاء وأيضاً الطاقة وتحديات أخرى، وإذا اتخذ الرئيس بوتين اليوم قرار سحب قواته من الأراضي الأوكرانية، هذا القرار سيؤدي إلى نتائج إيجابية.
لكن ليس كل التحديات يأتي من هذه الحرب الروسية على أوكرانيا، بل هناك تأثيرات من الجفاف ومن الأنشطة البشرية منذ سنوات.
نعم، تحديات تغير المناخ أصبحت أصعب بسبب هذه الحرب الروسية على أوكرانيا ونحن سنعمل عن كثب مع حلفائنا في أوروبا وحلف شمال الأطلسي (ناتو) لإنهاء هذه الحرب عبر تقديم المساعدة اللازمة للأوكرانيين.
في نفس الوقت، علينا أن نقول إن الدول الأوروبية تعاني الآن من نقص في الطاقة ولذلك نقدم في الولايات المتحدة وبلدان أخرى الغاز والنفط والوقود الأحفوري للأوروبيين، ولكن هذا لا يعني أننا نريد أن نرى الدول الأوروبية تستمر في الاعتماد على هذا الوقود الأحفوري. لا، الحل الوحيد في المستقبل سيكون الطاقة البديلة، الطاقة الشمسية وطاقة المياه وإلى آخره.
نقلا عن موقع رووداو