ماجد زيدان
نفضت وزارتا التربية والتعليم العالي الغبار عن مناشدات لطلبة واولياء امورهم لتحقيق مطالب يتكرر طرحها في اوقات مختلفة لعدم موضوعيتها وكلها لا علاقة برفع المستوى التربوي والتعليمي وانتشال التعليم الخراب الذي حل به ,وانما على العكس تزيد من تدهوره وتقف حجر عثرة امام تطويره .
فما ان باشر الوزيران قلبا هذه المناشدات واستجابا اليها من دون تمحيص وتدقيق في محاولة لتحقيق مكاسب على المستوى العلمي , فوزارة التربية منحت الطلبة درجات اضافية وصلت الى عشر درجات ووزعتها لأكثر من مرة , وذلك لرفع نسب النجاح المتدنية , وهي تذكر بالزحف الذي منحته الحكومة قبل عقود والذي اعتبر جميع الطلبة مرحلين الى صف اعلى بغض النظر عن نتيجته ودوامه , واصبح دمغة يستشهد بها ويدل على انحدار التعليم , كما ان هذه القرارات تتكرر كل عام ويقال انه الاخير ولكن سرعان ما تعود اليها الوزارة .
والقرار الصارخ الاخر , ارتكبته وزارة التعليم العالي شمول الطلبة الراسبين بالمعدل بهذه المعالجة عن طريق إضافة عشر درجات على المادة بشكل كامل او إضافة ما تبقى منها في حال استخدام جزء منها في الفصل الدراسي الأول بشرط تغيير الحالة الى درجة النجاح . اضافة الى تخفيض معدلات القبول والتشجيع على التوجه الى الكليات الاهلية , لاسيما الكليات الطبية التي اصبحت قبلة للطلبة الميسورين ماديا والذين لا تؤهلهم معدلاتهم للدراسة في الكليات الحكومية .
يتندر الناس على الوزراء الجدد ولسانهم يلهج ” جاءوا يكحلوها فعموها” ,فهم يرون في ذلك وغيرها من القرارات انها لمجرد كسب المقبولية واسترضاء الطلبة على حساب المستوى العلمي ورصانته .
ان هذه القرارات تسيء الى التعليم بمراحله المختلفة وحتى الى سمعته خارج البلاد , واصبحت الكثير من البلدان الاجنبية لا تقبل الشهادات الجامعية الاولية والعليا العراقية وتعيد حامليها الى المقاعد الدراسية اذا ارادوا العمل في الخارج .
من هنا يمكن ان يفسر سبب التساهل او عدم مراجعة الشهادات التي يحصل عليها الطلبة من الخارج , رغم فضائح التزوير في بعض الجامعات الاجنبية وكأن الحال من بعضه , ففاقد الشيء لا يعطيه .