التاخي – ناهي العامري
أقام منتدى الشعرباف الثقافي ندوة بعنوان (الحرب في اوكرانيا.. التطورات والتداعيات)، استضاف خلالها الدبلوماسي (غالب فهد العنبكي)، الذي قدم محاضرة عن تطورات الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها، وبدأها موضحا، ان الحرب بين روسيا وحلف الناتو وفي مقدمتها الولايات المتحدة ، وان اوكرانيا مسرح عمليات، لان روسيا لم تعلن الحرب على اوكرانيا رسميا لحد الان، بعد ذلك لفت العنبكي انظار الحضور الى اهمية الندوات التي تعالج تطورات الحرب الروسية الاوكرانية، وتسائل قائلا:
لماذا نقيم ندوة عن الحرب في اوكرانيا، واجاب: لان العالم لم يعد متباعدا، بل متقاربا جدا، سواء على الصعيد الاعلامي والصحي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي وغيرها، وهذا ما يتأكد من تأثيرات سير المعارك وابعادها الدولية والاقليمية، ونذكر لكم مثلا، في عام ١٩٨٦ حدث انفجار معمل شرنوبل النووي في اوكرانيا، أحد زملائنا الذي يعيش في السويد، كان قد رزق ببنت اسمها(زينب)، عمرها الآن ٤٠ عام، وهي بصيرة نتيجة الاشعاعات التي وصلت السويد، جراء الانفجار، وقتها كنت في المانيا (كمثال آخر)، ارتأيت تبضع خضروات من السوق، منها الخس، وما ان مديت كفي لتناولها، حتى صاحت بي امراة كانت بجانبي: لا تشتريها، ربما تلوثت باشعاع نووي جراء الانفجار، هذا جانب، ناهيك عن تصاعد اسعار المواد الغذائية والبضائع، حيث نرى ان لهجة ارتفاع الاسعار أخذت بتصاعد مستمر منذ بداية الحرب، هناك ارتفاع في اسعار المحروقات، واصبح الشغل الشاغل لاوربا هو كيفية تأمين المحروقات بعد توقف الغاز الروسي، جراء تفجير خط الغاز ٢، فهناك دول أوربية مثل المانيا تعتمد على الغاز الروسي.
واضاف العنبكي، إن اخطر تداعيات الحرب هو انقسام دول ألعالم بين مؤيد ورافض ومحايد، مما دفع الولايات المتحدة بأتباع سياسة المرونة لتأمين الغاز، وتشير معظم التوقعات الى ان الحزب الديموقراطي سيمنى بخسارة كبيرة ، في الانتخابات القادمة.
ودعا العنبكي الشعب العراقي الى ضرورة متابعة الاحداث، لمعرفة ما يجري، وقال: نحن في العراق عشنا احداث مماثلة أبان الحروب العبثية التي خاضها النظام السابق، وعليه ان نفهم أكثر من غيرنا كيف تعامل الاعلام الغربي مع قضايانا، حيث مارس الكذب والزيف، منها ان العراق يملك اسلحة الدمار الشامل ، واتضح انه لا يملكها، وعن نية امريكا لبناء مشروع ديمقراطي في العراق ، حيث اجابت وزيرة الخارجية كوندوليزا رايز حين سألت قائلة:
قمنا بتغير النظام العراقي بناءا على مصالحنا العليا وليس لاقامة الديمقراطية، لذا فان الحرب في اوكرانيا تزداد اوارا، عسكريا وسياسيا واقتصاديا، وحتى الثقافية والادبية، حيث قامت عدد من الدول الاوروبية بمنع تدريس الادب الروسي ورموزه امثال تولستوي ودستوفسكي، لذا فالحرب أخذت ابعادا خطيرة، وعلينا ان نفككها ونعرف ما يجري حولنا، ونتجنب دعايات الاعلام الزائفة، وبهذا الصدد علينا ان نتعرف على الأكاذيب الدولية الخمسة وهي:
١- في ابان الحرب الباردة كانت الولايات المتحدة تهدد روسيا، في حالة أي هجوم على اوربا الغربية بأنها تدافع عنها باستخدام اسلحة نووية، وكان رادعا في عدم تعرض روسيا للدول الغربية.
٢- فيما يتعلق بحرب العراق استخدمت امريكا التخويف، حيث لجأت ادارة بوش الى التخويف، من ان نظام العراق يملك اسلحة الدمار الشامل ، ولا يتردد من استخدامه، وينبغي الوقوف ضده في حرب عدائية، وبالحقيقة هو كذبة كبيرة.
٣- الكذبة الاستراتجية في نيسان عام ١٩٦١ عندما هدد الرئيس الاميركي روسيا في حالة نصب صواريخ على الاراضي الكوبية سنقوم بقصفها، وتوجهت انظار ألعالم على ما يجري في حالة مواجهة اكبر دولتين، هذه الكذبة لم تخبر امريكا حلفائها بها.
٤- ابان الحرب العالمية الثانية تحالفت امريكا وروسيا ضد المانيا، وتحالفت امريكا مع المانيا ضد روسيا .
٥- سمعنا في الغرب ان انشاء اسرائيل ١٩٤٨ جاء بفعل تهجير الفلسطينيين من قبل الدول العربية ، وبحقيقة الامر تبين ان من قام بعملية التطهير هي كانت اسرائيل وليس الدول العربية.