التآخي / وكالات
بدأ العد التنازلي لإطلاق قنوات الأخبار المصرية، وهي “القاهرة الإخبارية” و”إكسترا الحدث” إضافة إلى تطوير “إكسترا نيوز”، ومن المقرر دخولها الخدمة رسميا بداية من نوفمبر المقبل، ضمن خطة تستهدف امتلاك أحد أكبر القطاعات الإخبارية في الشرق الأوسط، ما يتواكب مع رؤية النظام المصري لتطوير الإعلام.
وكشفت مصادر إعلامية أن هناك متابعة دقيقة من دوائر رسمية رفيعة المستوى داخل النظام المصري لخطوات الترتيب والإعداد الخاصة بالقنوات الإخبارية الثلاث، مؤكدة أن “الحكومة وفرت التمويل المادي اللازم لهذه الفضائيات، وهو ما ظهر في ضخامة التجهيزات والتحضيرات المرتبطة بالمحطات الإخبارية”.
وقالت المصادر ذاتها، شريطة عدم الإفصاح عن هويتها، “إن آلية العمل والتجهيز داخل قناة القاهرة الإخبارية تعكس وجود إرادة سياسية كبيرة لتغيير الصورة الذهنية الراسخة عن الإعلام المصري، فكل شيء مُراقب بدقة، وثمة رغبة في التقليل من عدد القنوات الموجودة تدريجيا مقابل التركيز على منابر ذات ثقل ونفوذ وتأثير داخلي وخارجي”.
وأضافت المصادر الإعلامية أن “كل خطوة يتم الانتهاء منها داخل قطاع القنوات الإخبارية المصرية يتم عرضها على خبراء ومتخصصين في المجال، مع عدم الممانعة في التعديل وإضافة المزيد من وسائل نجاح المقترح عند التطبيق”، مؤكدة أن “هذه كانت ثقافة غائبة عن الإعلام، لكن الملاحظ الاعتماد بشكل أكبر على مخضرمين في المهنة، بعيدا عن أهل الثقة ومراكز القوى”.
ودشنت الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، التي تمتلك وتدير غالبية وسائل الإعلام المصرية، في يوليو الماضي ما يسمى بـ”قطاع أخبار المتحدة” برئاسة الصحافي أحمد الطاهري، وأعلنت أنه سيشهد طفرة غير مسبوقة تعزز مكانة مصر الإعلامية تنفيذا لرؤية الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي سبق أن أعلن عن نية الدولة أن تكون لديها منابر إقليمية ودولية تستطيع توصيل رسائل ورؤية القاهرة إلى العالم أجمع.
وبدأت قناة القاهرة الإخبارية نشر بروموهات ترويجية، في خطوة تعكس وجود إرادة لتحويل هذا المنبر إلى حقيقة قريبا، كما انتهت أعمال الإنشاء الخاصة بالقناة، وتم وضع اللوغو الخاص بها في واجهة مقرها الرئيسي بمدينة الإنتاج الإعلامي غرب القاهرة، مع إضاءتها بشكل مميز يعكس حجم المخطط لها.
ونشرت القناة في برومو ترويجي عدة شعارات تعهدت بأن تعمل على تطبيقها، وهي “السرعة، المصداقية، الصورة بكل أبعادها، الأخبار من كل العواصم، هنا القاهرة عاصمة الخبر”، وجاءت كإشارة مباشرة إلى أن الجهات المسؤولة عن قطاع القنوات الإخبارية ترغب في تقديم صورة مغايرة عن الإعلام المصري الذي لا يزال متهما بأنه يخاطب نفسه.
وأعلن المسؤولون عن القنوات الإخبارية قبل أيام بعضا من أسماء الإعلاميين الذين وقع عليهم الاختيار للعمل في محطة القاهرة الإخبارية، من بينهم الإعلامي خيري حسن وجمال عنايت والكاتب الصحافي عادل حمودة وأميمة تمام وجمانة هاشم وحساني بشير وكمال ماضي وهمام مجاهد وفيروز مكي ورغدة أبوليلة ومارينا المصري وإيمان الحويزي ومحمد جاد.
وأوضحت المصادر الإعلامية أن قطاع الأخبار في الشركة المتحدة انتهى من تدريب مئتي شاب من خريجي كليات الإعلام والعاملين في المهنة للاستعانة بهم كصف ثان وثالث للعمل في القنوات الإخبارية، وأغلبهم يذهبون إلى قناة القاهرة الإخبارية، مع استقطاب عناصر مميزة من المحطات التابعة للشركة في مراكز مختلفة ليكون لهذه المحطة فريق محترف خاص بها.
وتشير الكثير من الشواهد إلى وجود نية لدى القائمين على إدارة ملف الإعلام لاستبعاد الكثير من الأسماء والوجوه المستهلكة إعلاميا، ممن يطلون على الجمهور منذ سنوات ويتم تدويرهم بين القنوات، ويقع الآن إعداد جيل من الإعلاميين ليتم الاعتماد عليهم في إقناع المشاهد بأن هناك تغييرا يحدث في مجال الإعلام.
وأكد سامي عبدالعزيز، العميد السابق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أن ما يحدث على الأرض يشير إلى أن قناة القاهرة الإخبارية لن تكون نسخة من الإعلام المحلي الذي يعاني من تراجع المهنية والاحترافية، مبررا وجهة نظره بأن هناك خبراء في المهنة يرغبون في أن تكون لمصر قناة إخبارية حقيقية لها ثقل وتأثير.