أربيل – التآخي
اعتمدت إسرائيل على درجة عالية من السرية والخداع في التخطيط للهجوم المفاجئ على إيران، وذلك لضمان نجاح العملية العسكرية دون تسريبات.
وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أن الحكومة نفذت إجراءات معقدة استمرت لأشهر، تضمنت عقد اجتماعات مغلقة لم يُبلغ بها حتى معظم وزراء الحكومة، بهدف الحفاظ على عنصر المفاجأة حتى لحظة وقوع الانفجارات في طهران.
الساعات الأخيرة قبل الضربة
قبل ساعات من تنفيذ الهجوم، عُقد اجتماع طارئ يوم الخميس ضم الوزراء، بدعوى مناقشة اقتراح قطري متعلق بالإفراج عن رهائن.
لكن المفاجأة كانت في مصادرة هواتف الوزراء بعد دخولهم إلى منشأة تحت الأرض، ثم إعلامهم بأن الحملة على وشك الانطلاق، وقد صوّت الجميع لصالح تنفيذها بالإجماع.
القناة 11 الإسرائيلية كشفت أن نتنياهو أدار على مدى أشهر اجتماعات محدودة وسرية للغاية، اقتصرت على عدد قليل من الوزراء والمسؤولين الأمنيين، في حين تم تهميش الغالبية بمن فيهم أعضاء المجلس الوزاري المصغر (الكابينت).
ومع تقدم التخطيط، انضم كبار القادة من الجيش والموساد والشاباك، حيث عرضت كل جهة قدراتها وحدودها، وتم تطوير خطة متكاملة هدفها النهائي “تحييد الخطر النووي الإيراني”.
سرية مطلقة وتضليل محكم
وبحسب هيئة البث الإسرائيلية وتقارير أخرى، فإن اعتماد الحكومة على أسلوب استخباري بالغ الدقة هو ما حال دون تسرب أي معلومات.
في اجتماع الخميس الأخير، طلب من الوزراء التوقيع على تعهدات صارمة بعدم تسريب أي تفاصيل، وتم احتجازهم في منشأة مغلقة حتى لحظة سماع الانفجارات في إيران، كما مُنعوا من الاتصال بأي جهة خارجية.
وجرى كل ذلك ضمن خطة تضليل متقنة، ساهمت في إقناع الإيرانيين بأن الهجوم، إن حدث، فلن يكون قبل اجتماع مقرر يوم الأحد مع الجانب الأميركي.
واشنطن.. شريك في الظل؟
تشير التقارير إلى وجود اتفاق مسبق بين نتنياهو والرئيس الأميركي دونالد ترامب، تضمن إطلاق حملة تأثير إعلامي وسياسي واسعة، نجحت في إقناع أطراف داخل إسرائيل وخارجها – بمن فيهم الإيرانيون – بأن الولايات المتحدة لن تسمح لإسرائيل بشن هجوم طالما المفاوضات مستمرة، وهو ما اتضح لاحقاً أنه لم يكن سوى جزء من عملية خداع ممنهجة.