تم إنشاء جامع المرادية فى عام 1571، ويعرف باسم جامع الميدان؛ لوجوده في محلة الميدان، ويعد واحدًا من أجمل وأشهر الجوامع التي أقيمت في بغداد، نظراً لجمال زخارفه؛ فهو يعد أحد عجائبها من حيث متانة البناء وارتفاعه، ويقع في منطقة باب المعظم على جانب الرصافة من مدينة بغداد بجوار مبنى المكتبة الوطنية، ويبعد عن جامع الأزبك 130 متر تقريباً، وقد أجريت عليه أعمال الصيانة مرات عديدة آخرها في عام 2009، ويتسع حرم الجامع لأكثر من 400 مصلى تقريبًا.
المئذنة
لقد امتازت مئذنة المرادية دون غيرها من مآذن بغداد بنمط أسطواني مميز وببلاطات خزفية ملونة ذات ألوان زاهية، كما تتميز بأشكال مختلفة تمثل مزهريات وسلال تخرج منها باقات من الأغصان والأزهار.
قباب جامع المرادية
تعدّ من أبرز الأمور العلمية التي نجح فيها المعمار إلى درجة كبيرة؛ إذ استخدم سبع قباب مختلفة الأحجام، أكبرها القبة الوسطى القائمة فوق بلاطة المحراب.
تصميم الجامع
وتخطيط المسجد بشكل مختصر، يحتل المسجد قطعة ارض واسعة نسبيا غير منتظمة الأبعاد ويشغل المصلى القسم الجنوبي الغربي منها ويطل على صحن واسع من الجهة الشمالية والشرقية وقد أنشئت وكمرافق في الصحن وهي قاعة اجتماعات ومكتبة ودار سكن للأمام ومرافق أخرى تتوزع على جدران الصحن وتطل على حديقة تشمل حيزا واسعا من الصحن، وتخطيط جامع المرادية يتشابه مع تخطيط جامع مجاهد الدين في الموصل أو هو على نمطه مع اختلاف بسيط في التفاصيل فقط. وبيت الصلاة مستطيل الشكل يتألف من ثلاث أساكيب وثلاث بلاطات وبلاطة المحراب عريضة جدا إذا ما قورنت مع البلاطتين المجاورتين فهي بعرض عشرة أمتار، أما عرض كل من البلاطتين المجاورتين فيبلغ أربعة أمتار.
أما المصلى الصيفي فيتألف من أسكوب أو رواق واحد عريض نسبيا، أي اعرض من اي من اساكيب المصلى الشتوي وينفتح على الصحن بثلاث فتحات من الجهة الشرقية وفتحة من الجهة الشمالية الغربية وأخرى من الجهة الجنوبية الشرقية، بناء الجامع متين فهو مشيد بالطابوق والجص عدى المأذنة فأنها مبنية بالحجر وجدران المصلى الشتوي سمكية لتتحمل ثقل وضغط القباب التي تسقف هذا المصلى، حيث تكون قبة الجامع نصف كروية ومدببة قليلا وتعلو قاعدتها من النوافذ وزينت هذه القبة من الداخل بشريط يدور حول رقبتها ومشغول بكتابات قرآنية هي آية الكرسي.